حينما يربط صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، تطوير الأداء الحكومي بسعادة الناس فلذلك معنى وبعد كبير وإدراك قائد لديه رؤية ثاقبة للوصول إلى مصاف الدول المتقدمة وهو ما لا يتأتى إلا عبر إصلاح هيكلي لمؤسسات الدولة. وأكد سموه بعد أن كرّم الفائزين في برنامج دبي للأداء الحكومي المتميز في دورته السادسة عشرة، "إن تطوير الأداء الحكومي هو تطوير للحياة، وهو صناعة نتاجها الرئيسي سعادة الناس وراحتهم ورفاهيتهم".

هذه الحكمة أوصلت دبي والإمارات لمراكز أولى عالمياً وجذبت أعداداً كبيرة من البشر للسكن في الإمارات لإحساسهم بوجود خدمات تلبي طموحاتهم وترفع من شأنهم في حياة كريمة.

فحينما يكون الأداء المؤسسي شعاره تطوير الأداء بشكل متواصل خاصة وان هناك مسؤولاً رقيباً على عمل مؤسساته فبلا شك فإن الأداء يحمل الرقم واحد كهدف استراتيجي.

وان أي عمل من دون العناية أو أن يكون الإنسان هدفاً ومبتغى في بيئة العمل فإن أخطاء عدة ستكون وبالتالي لن يتحقق ما رسم له لأداء حكومي فاعل. فسعادة الناس هي من خلال وجود بيئة عمل وأداء حكومي قادر على مواكبة تطلعات الشعوب.

 فلن يكون الإنسان سعيداً إلا من خلال إنهاء خدماته التي يبتغيها من المؤسسات من دون الحاجة للتردد على تلك المؤسسة أو غيرها بين حين وآخر. سعادة الناس هي من خلال أداء حكومي يتفاعل مع كل ما من شأنه الارتقاء بما هو مرتبط بحياتهم اليومية. وان سرعة إنهاء المعاملات تشكل لحظة فرح وسعادة لكل متردد على مؤسسة لإنهاء خدمة ما.

إن تطوير المؤسسة والأداء الحكومي هو ارتقاء لوجه حضاري للحكومة وقيادتها، وينم عن مدى الإدراك الذي تعيه الحكومة بالأداء الذي ينقل الدولة لمصاف عالمية تحقق السعادة والرفاه للإنسان الذي يعيش على تراب تلك الدولة.

ويبدأ تطوير الأداء الحكومي من الموظف ذاته، فهو المرتكز الأساس للبناء الذي تقوم عليه أعمدة الدولة، وهو الإنسان الذي بإمكانه إسعاد الناس الآخرين من حوله. لذلك فهو صانع النجاح ومطور الأداء الذي يعمل من خلاله على بناء دولته وأمته.

حينما تريد إنجاز عمل ما فإن ذلك العمل قد لا يستغرق دقائق أو ساعة من الإنجاز، لكن البعض ونتيجة تراكمات سوء إدارة مما يجعل ذلك العمل يحوم من مكتب إلى آخر ومن دائرة لأخرى، ومن موظف لمدير لرئيس إلى آخره، وهكذا نوع من العمل لا يشكل سعادة للناس بقدر ما يشكل إحباطاً للفرد ورجعية للحكومة.

حينما تريد مثلاً إنجاز ورقة في أروقة العمل فإنك تتعب حتى تحصل عليها وهذا يؤكد ضعف الأداء في تلك المؤسسة التي تحتاج إلى فكر جديد للتغيير والتعامل مع الزمن الذي تعمل فيه الحكومة على أساسه، وإلا فإن بيئة العمل ستصبح مترهلة وغير قادرة على العطاء بل تتقوقع في مكانها من دون أن تحقق نجاحاً. لذلك فإن العمل وتطوير الأداء يبدأ من الإنسان وللإنسان حتى تنتشر السعادة ويتعزز الرقم واحد حسب فكر القائد محمد بن راشد.