حينما طرحت ذات مرة سؤالاً على الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية العمانية يوسف بن علوي في إحدى قمم مجلس التعاون الخليجي التي عُقدت في مسقط حول الدور الذي يمكن أن يقدمه مجلس التعاون غير الشجب والتنديد لما آل إليه الوضع الفلسطيني في ظل العدوان المتكرر من قبل إسرائيل، كان رده أنه يأمل من الأخوة في فلسطين أن يجتمعوا على كلمة سواء لحل أزمتهم الداخلية لمواجهة الصراع الإسرائيلي.
هذه حقيقة جازمة، إن الفلسطينيين يحتاجون اليوم إلى حالة من الحل الداخلي لأزمتهم، قبل ان يطالبوا العالم بحل لقضيتهم الخارجية المتمثلة في الاحتلال الإسرائيلي.
حالة التنافر بين «حماس» و«فتح» تسبب إشكالية كبرى للقضية الفلسطينية التي يفترض أن يركزوا عليها الأنظار، كيف يريد الفلسطينيون أن يتابع العالم قضيتهم وهم أساساً مختلفون داخلياً على مناصب شكلية، الشعب الفلسطيني بعيد كل البعد عنها.
والذي يبحث عن العيش الآمن والاستقرار وتوفير البنى الأساسية لحياته وأطفاله الذين يعيشون حالة النكبة منذ عام 48 وكأن هي حالة وقف للحياة، بينما أساس ضياع قضية فلسطين هم المسؤولون الفلسطينيون ذاتهم الذين في داخلهم حالة صراع تشكل خللاً لحل القضية الكبرى.
يعاني الكثير من الشباب الفلسطيني من البطالة في غزة والتي بلغت في بعض الفترات إلى 55 %، ومعدل الفقر 80 %، وبات معظم السكان يعتمدون على ما يزيد على 80 % من المساعدات الإنسانية المقدمة من منظمة الأونروا وبرنامج الغذاء العالمي والجمعيات الخيرية والإغاثية العربية والإسلامية.
وتشير الإحصاءات الصادرة عن مركز "الإحصاء الفلسطيني" حسب نتائج مسح القوى العاملة لدورة الربع الرابع لعام 2012، أن ما يقارب من 121 ألف عامل فلسطيني عاطلون عن العمل نتيجة إغلاق المعابر والحصار المفروض على قطاع غزة، مما أدى إلى توقف الحياة الاقتصادية بشكل كلي، وحرمان العديد من أعمالهم.
هذه الأوضاع كان يجب أن يبحثها ويتصدى لها أصحاب النزاعات على الكرسي في فلسطين، وأن يبحثوا عن فرص جديدة للشباب الذي يعيش مشكلات عديدة باحثاً عن فرصة عيش بينما الكبار يتصارعون على كرسي، الذي لن يخلد لأي أحد منهم لو أدركوا ذلك.
وفي ظل هذا الصراع يجب أن يقوم الشعب الفلسطيني بثورة داخلية لتنظيف بلادهم من الباحثين عن المنصب وممن نهبوا ثرواتهم التي تأتي من الخارج واستغلوها لمصالحهم الشخصية، وإلا فإن الحال سيبقى على ما هو عليه طوال المراحل المقبلة، حتى يتوحد الفلسطينيون على كلمة سواء لخدمة قضيتهم الكبرى.
إن حالة الانقسام وغياب الكلمة الواحدة، ستظل على ما هي عليه، بين فتح وحماس، لأن القائمين عليها هم من يبحث عن كرسي السلطة وليس حل قضية وطن برمته. وإن العرب يقفون عاجزين عن حل أزمة القضية الفلسطينية لأن الفلسطينيين ذاتهم غير راغبين في حلها.
إن مرحلة العمل كبيرة من أجل حلحلة حالة الخلاف بين طرفي النزاع «فتح» و«حماس»، قبل أن تُحل القضية الكبرى مع الاحتلال الإسرائيلي.