حينما زار سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية؛ خلال تقلده منصب وزير الإعلام في دولة الإمارات، سلطنة عمان، اطلع ذات مرة على مؤسسة عمان للصحافة والنشر والإعلان، وأبدى سموه إعجابه بوجود كادر عماني يدير المؤسسة من موظف البدالة حتى وظيفة رئيس التحرير.
وهمس سموه للكادر الوظيفي العماني، بأنه يأمل ان يكون في إعلام الإمارات كوادر بشرية مواطنة تدير دفة العمل الإعلامي.
وحقيقة رغم أعداد الخريجين الزملاء من جامعة الإمارات وغيرها من الجامعات والكليات المنتشرة في دولة الإمارات، لا يزال يفتقد الإعلام في الإمارات كوادره المواطنة بصورة تعزز هذا القطاع الحيوي. ورغم وجود نخبة جيدة في القنوات الفضائية الرياضية وغيرها من القنوات المحلية، التي تستقطب المخرجات، لكن لا تزال صحافة الإمارات على وجه التحديد تغرد خارج السرب في وجود كادر وظيفي مواطن.
ولكن خطة التوطين في هذا القطاع هي اليوم في عهدة سمو الشيخ عبدالله بن زايد وزير الخارجية رئيس المجلس الوطني للإعلام، الذي لا شك أن سموه لن يألو جهداً في تفعيل خطة التوطين ودعم الكادر المواطن في المؤسسات الإعلامية وخاصة الصحافة المحلية.
وكشف سموه الأسبوع الماضي عن أن نسبة التوطين في المؤسسات الإعلامية لا ترقى لمستوى الطموح، بل وصفها بأنها "سيئة"، وأن الأرقام الموجودة في نسب التوطين لا تعكس التطور في دولة الإمارات، وهذا كلام حقيقي وواقعي من سموه.
وكشف سموه خلال جلسة المجلس الوطني الاتحادي عن نسب التوطين في المؤسسات الإعلامية التي في كثير منها لا تزيد على 43 %.
لا شك أن هناك فجوة كبيرة في عملية التوطين، وكم المخرجات التي تتخرج من المؤسسات التعليمية، والتي تبحث عن فرص وظيفية وتدريبية، تسهم في الدفع بها نحو الانخراط في المؤسسات الإعلامية في الدولة.
إن نفور العنصر المواطن من العمل في المؤسسات الصحفية تحديداً يتطلب علاجاً، ويحتاج إلى استراتيجية تسير وفق نهج متدرج حتى تكتمل منظومة التوطين في هذا القطاع الحيوي.
وهذا الدور ليس بمقدور المجلس الوطني للإعلام ان يلعبه بمفرده، بل يتطلب تعاون المؤسسات التعليمية والصحفية كافة، فهناك جامعة الإمارات وكليات التقنية وغيرها من الجامعات التي تخرج أفواجاً كل عام دراسي، وبالتالي يتطلب وضع خطة لإلحاق هذه المخرجات في المؤسسات الصحفية والقنوات الفضائية والإذاعية لنحقق رؤية هامة في هذا المجال على مدى خمس سنوات مقبلة، تكون ذات استراتيجية كبيرة يقودها المجلس الوطني للإعلام بقيادة سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، ورؤساء تلك المؤسسات الإعلامية ورؤساء أقسام الإعلام في الجامعات والكليات في الدولة.
لعلها فرصة جيدة قد نشهدها في الأيام المقبلة في ظل توفر الإرادة من الجميع.