جاء فوز الدكتور حسن روحاني كرئيس جديد لإيران بنسبة 50.71 في المئة مريحاً للأوساط العالمية والداخلية في إيران.
والدكتور روحاني محسوب على فئة الإصلاحيين الذين يملكون فكراً نحو إصلاح السياسة الإيرانية سواء في الداخل التي تمثل بوابة هامة للولوج للخارج الذي يتربص بإيران خاصة بعد اندفاعية الرئيس الحالي أحمدي نجاد التي أضعفت القوة الاقتصادية والاجتماعية في إيران.
لعل هذه المرحلة لإيران تمثل حالة لإخراجها من الكثير من الأوضاع الشائكة التي تسببت فيها الإدارة الحالية، خاصة فرض القيود الاقتصادية وما شابه من تذمر داخلي بسبب النووي الإيراني رغم أنه حق لإيران أن تملك طاقة نووية سلمية ولكن أن تكون شفافة مع دول الجوار والعالم.
ويبدو أن المشهد الإيراني رغم أنه كان يقترب من نذر الحرب وما كانت تحض عليه إسرائيل طوال الوقت الماضي، لكن يجب على روحاني أن يمسك العصا من النصف حتى يعيد روح الحياة للشعب الإيراني الذي يجد في رئيسه الجديد مرحلة انتقالية لبلاده التي لا شك أنها تملك الكثير من المقومات التي تجعل منها بلداً هاماً في المنطقة، مع السعي إلى تعزيز العلاقات الثنائية مع دول الخليج.
وأن يكون التنسيق المشترك فيما بين إيران ودول الخليج سياسياً واقتصادياً، مع الأهمية بمكان أن تسعى إيران إلى حل قضية الجزر الإماراتية المحتلة من قبلها، وإنهاء الاستفزازات التي يقوم بها الإيرانيون بين الحين والآخر في الجزر والتي لا تعمل على تسهيل المهمة في حل القضية عبر الطرق السلمية أو عبر المحكمة الدولية.
إن العلاقات الإيرانية مع دول الخليج يجب أن تكون أقوى من السابق حتى تسير الأمور في طريق جديد يكون شعار المرحلة "كلنا في مصير مشترك"، لأن ما يهدد إيران يُشكّل تهديداً لأمن دول الخليج والعكس تماماً.
لذلك ندعو الإدارة الجديدة في إيران أن تكون صادقة في تصريحاتها خاصة ما يتعلق بالعلاقة مع دول الخليج، إنه من الأهمية بمكان أن تتعاون إيران ودول الخليج لحلحلة كل القضايا التي يشترك فيها الطرفان من أجل أن تسير السفينة نحو شطآن التكامل والتوافق.
أما على الصعيد الداخلي فإن الإدارة الإيرانية تدرك اليوم أنه لا مجال لتصعيد الحال في الشأن الداخلي وأنه من المهم أن تعمل حكومة الدكتور روحاني بشكل سريع لإعادة الحياة للإيرانيين خاصة في ظل تطلعات الجيل الجديد من الإيرانيين الذين يريدون الانفتاح والعيش في حال يشبه ما يعيشه جيرانهم من أمن وأمان ورفاهية، وهذا لن يتأتى إلا عبر الوسطية والاعتدال في الداخل والخارج وجعل الشباب على وجه الخصوص على رأس السياسة الإيرانية الداخلية. إنها بلا شك مرحلة جديدة يتطلع إليها الإيرانيون وغيرهم في الخارج لإدارة الرئيس حسن روحاني حتى ينقل إيران إلى ما وعد به.