حينما تولى محمد مرسي حكم مصر بعد ثورة 25 يناير، تفاءل البعض بحكم الإسلام السياسي، لكن أحبط الكثيرون أيضاً من إدارة "الإخوان" للحكم وتسيير شؤون مصر، الأمر الذي شكل نكسة كبرى وصدمة توقعها كثيرون، وآخرون حاولوا السير حتى طفح الكيل بمصر وأغلب المصريين والعالم العربي.
أكمل مرسي عاماً و3 أيام بالتمام والكمال، خلالها تغير وجه مصر سياسياً واقتصادياً واجتماعياً، طبعاً للأسوأ، مما أثار ثورة جديدة عليه. اختلفنا مع كثيرين أن "الإخوان" لعلهم يمسكون العصا من النصف ومحاولة جذب أغلب فئات الشعب المصري الى جانبهم، لكن كانت حالة الفشل تغرق مصر يوماً بعد يوم ويزداد نفور المصريين، حتى أعلنت حركة "تمرد" إن يوم 30 يونيو يوم رحيل مرسي، وجاء اليوم الموعود، وذهب مرسي وعادت مصر للأمة العربية بعد أن كاد كثيرون يفقدونها في ظل حكم "الإخوان".
وإذا ما نظرنا في حالة الاقتصاد المصري؛ فقد أكد خبير اقتصادي أن الإنجازات التي تحدث عنها مرسي "محض خيال" وتنطوي على تدليس فاضح ولا تعكس سوى فشله وجماعته في ادارة شؤون مصر. وعن ديون مصر الخارجية فقد زادت بشكل مرعب فارتفعت من 1310 مليارات جنيه إلى 1553 ملياراً أي بمقدار 243 ملياراً خلال سنة واحدة، وان فوائد ديون مصر في عام ستبلغ حوالي 5.43 مليارات جنيه.
فأي انجاز حققه مرسي، هل تشغيل ابنه من دون واسطة، أم عدم سير موكبه في ظل حراسة عسكرية وتعطيل حركة السير، أم عن صلاته كل جمعه وتنقل على الهواء. هل هكذا يقاس حكم رئيس دولة، كثيرون؛ عادة ما يكونون عاطفيين؛ بينما آخرون يموتون أسى على مصر العروبة لما وصل اليه حالها.
رصدت المنظمة المصرية لحقوق الانسان" إن الانتهاكات في عهد مرسي فاقت كل التوقعات فقد رصد نحو 165 حالة تعذيب في أقسام الشرطة منها 17 حالة وفاة خلال عام 2012، وان السنة الأولى من حكم مرسي شملت 3462 معتقلاً سياسياً، وهو ما يؤكد أن مرسي تفوق على غيره من رؤساء مصر.
انقلاب مصر جاء متوافقاً بين القوات المسلحة المصرية والرموز الدينية في مصر متمثلة في الأزهر الشريف وشباب مصر الذين يكتب لهم التاريخ أنصع صورة وهم يقودون مصر نحو مرحلة جديدة.
إن من يتباكون على شرعية الصندوق يعيشون في وهم، ولا يدركون أن الشعوب التي تريد أنظمة فاعلة تدرك أن نظام الإسلام السياسي لا يتماشى مع القرن الحادي والعشرين.
كثيرون كانوا يأملون التغيير مع نظام مرسي، لكن كان الفشل معهم منذ بداية الحكم، لذلك جاء الانقلاب الأبيض من أجل مصر الجديدة التي ندرك أنها الداعم الأول للأمة العربية، فمن دون مصر لا تقوم أمة العرب مهما كان صراعها الداخلي فتظل مصر بيت العرب الكبير.