ما تشهده الساحة المصرية اليوم بعد خروج "الإخوان" من دفة الحكم في مصر برحيل محمد مرسي خروجاً جاء بإرادة شعبية كبيرة من ميدان التحرير لتصحيح وضع ثورة 25 يناير التي نهبها "الإخوان"، ليس له سوى مبرر واحد ألا وهو أن جماعة الإخوان المسلمين ليسوا إخواناً حقيقيين أو أبناء مصر العروبة المعروف عن المصريين حبهم لها، بقدر أنهم فئة تريد مصلحة ذاتية بعيدة عن مصلحة الوطن.
حالة الغليان التي تسود بين فئات "الإخوان" إنما هي حقد وكره للشارع المصري الذي أراد تصحيح وضع الثورة، بعد أن أدى حكم الإخوان إلى تراجع مصر في محيطها سياسياً واقتصادياً، وباتت تشهد قتلاً بين مواطنيها.
اليوم هناك فرقاء في مصر، قسم مع "الإخوان" الذين يؤججون الشارع بدعم خارجي متمثلاً في تنظيم دولي، تقوده تركيا حيث عقد اجتماع التنظيم الدولي للإخوان، وهذه كارثة كبرى أن يكون هناك تنظيم دولي فوق مصلحة الوطن.
لكن يبدوا أن حالة العداء التي تشهدها الساحة المصرية بدعم إخواني داخلي وخارجي لعله يقودنا لأمر مهم، متمثلاً في طرح سؤال، لماذا كل هذه الضجة للإخوان برحيل مرسي، وهل مرسي أهم من مصر العظيمة؟
لا شك أن هناك حالة غير طبيعية في التشبث بالكرسي الذي لم يصدق الإخوان انهم وصلوا إليه، ليأتي يوم وهم يتركون السلطة من دون التمتع بها سوى لعام واحد.
إذا كان "الإخوان" يؤكدون على شرعية مرسي في حكم مصر، فأيضاً كان حسني مبارك شرعياً حسب القانون واستمر أكثر من 3 عقود بحكم وقرار الصندوق، ولكنه رحل وتنازل حسب ما أعلن عن الحكم بعد ثورة 25 يناير، وهي رغبة شعبية، ارتضى بها، لكن مرسي رغم أنه حسب ما يقال جاء بشرعية الصندوق، لكن لا يريد الخروج وفق شرعية وقرار الشعب الذي اتخذ في ميدان التحرير، وهو ذاته الميدان الذي رحل من خلاله مبارك.
هذا الفرق يضع مصر على كف عفريت اليوم مع شحن الإخوان للشارع المصري.
لذلك نرى أن مصر تحتاج إلى عزيمة الوطنيين من أبنائها للوقوف صفاً واحداً من أجل حماية بلادهم من الدمار الذي يقوده الإخوان ومجموعة من التابعين لهم، بهدف زعزعة استقرارها الذي كان المكان الآمن للعرب جميعاً وليس للمصريين.
مصر في مرحلة خطرة بفعل جشع "الإخوان" الذين باتوا شبحاً يهدد أمن مصر واستقرارها وهو ما لا ينفع البناء والنسيج الاجتماعي المصري.
مرسي وجماعته أظهروا أنهم خطر على مصر فيجب محاصرتهم والقضاء على هكذا أشكال ذوي فكر إرهابي يقتلون ويدفعون السكان للاقتتال فيما بينهم، وهو فكر إرهابي يهدد استقرار الدول والشعوب، فيجب عدم السير خلفهم، كما كان حال جماعة بن لادن التي شوهت صورة الإسلام والمسلمين.