لعل بوادر الخير تأتي من مصر بعد فض اعتصام جماعة الإخوان في رابعة وميدان النهضة، وإنهاء حالة الفوضى التي عاشتها مصر طوال الفترة الماضية.

تلك البوادر جاءت لتعلن عن إلغاء حزب جماعة الإخوان المسلمين في مصر، وهو إرادة شعبية للخلاص من التحزب ووجود الجماعات التي تفرق أبناء الشعب الواحد، حتى أصبح الإخوة من أب وأم ومن بيت واحد يقاتلون، ليس دفاعا عن الوطن، وإنما عن أشخاص شوهوا صورة الوطن.

مصر هي بيت العرب الكبير، وتبقى أرض الكنانة عالية على كل عربي شرب من ماء النيل، وتعلم على يدي المعلم المصري أبجديات الحروف.

مصر اليوم تعيد ترتيب أوراق بيتها الكبير الذي بعثرته جماعة الإخوان، التي أصابت البلد في كبده الاقتصادي والسياسي والاجتماعي، حتى ارتفع الدين على مصر بدرجة كبيرة، وبات الغرب يهددها بقطع المعونات. لكن يبقى العرب أمة واحدة في مواقف الجد، بعيدا عن غوغائية جماعة الإخوان والاعتراضات الأردوغانية.

مصر تبقى عظيمة بشعبها الواحد، وليس بشذوذ جماعة الإخوان، التي يجب إنهاء تحزبها وتفكيكها، حتى يبقى الشعب واحدا في مصيره، مدافعا عن وطنه وترابه وأمته.

سقط "الإخوان" سقطة كبرى، وكشفت الشعوب عوراتهم وسوء نواياهم التي غرروا بها فئة من الشعب الفقير غير المدرك لما يدور من حوله.

مصر اليوم يجب أن تسير على خطى دولة مدنية ديمقراطية، تبنى بأيد وفكر مصري، وحسب حاجات الإنسان المصري المتطلع للبناء التنموي والحياة الكريمة.

هناك الكثير من الأشياء الأساسية التي تتطلب من أي رئيس يحكم مصر في الفترة القادمة، أن يعي ويدرك أن مصر بإنسانها وشعبها هي الأهم.

كما أن هذا الإنسان يجب أن يتعاون مع قيادته لبدء مرحلة جديدة من البناء، يجب أن يكون الإنسان فيها شريكا ومؤسسا لتقف مصر بقوة كما كانت وتلعب دورها الحيوي في العالم، وليس في المنطقة العربية والإفريقية فقط.

مصر ستظل كبيرة بقيادتها وشعبها الذي لا شك اليوم يدرك حقائق الأمور، ويدرك تماما أن المرحلة القادمة تتطلب الكثير من التكاتف لعبور هذه المرحلة الحساسة، بعد ثورتين في زمن قياسي لم تشهده شعوب العالم كما حدث في مصر.

 مرحلة البناء والتنمية يجب أن تبدأ في مصر من الإنسان الذي هو مرتكز أساس، وعلى إنسان مصر التعاون مع حكومته المستقبلية، لتجديد الكثير من المؤسسات وإبعاد البيروقراطية والروتين، حتى يقوى الاقتصاد وتعود الحركة السياحية والاقتصادية، كونها المحرك الأساس للنماء والتنمية في مرحلة جديدة عنوانها نسيان ما مضى في الفترة السابقة، لتعود مجاري النيل كما كانت برياح الخير على مصر وإنسانها الغالي.