ما من قضية يبحثها مجلس الأمن الدولي إلا وتكون الإمارات حاضرة بقوة في طرح الحلول بشأنها، انطلاقاً من حرص الدولة على مصالح الشعوب وحقها بالأمن والتنمية والازدهار.
الجلسة الأخيرة للمجلس تناولت الأوضاع في الصومال، وكان للإمارات كلمة على درجة عالية من الحرص على هذا البلد، الذي يعاني الكثير من تداعيات الإرهاب وارتفاع مستويات الجفاف.
الدولة في كلمتها أمام المجلس تضمنت الالتزام بتعزيز السلام والازدهار والاستقرار في الصومال، والوقوف المتجدد مع الشعب الصومالي في سعيه لبناء دولة مستقرة تنعم بالسلام والرخاء، وبخاصة بعد الانتخابات التي جرت الأسبوع الماضي، وأفضت إلى انتخاب حسن شيخ محمود رئيساً للصومال.
لذلك، رحبت الإمارات بانتهاء العملية الانتخابية، واعتبرتها خطوة جوهرية في مسار هذا البلد نحو إحلال السلام والاستقرار، ولا سيما في ظل الجهود الحثيثة لبعثة الاتحاد الأفريقي الانتقالية، وجميع البلدان المساهمة بقوات في هذه البعثة، وكذلك مكتب الأمم المتحدة لدعم بعثة الاتحاد الأفريقي، وبعثة الأمم المتحدة لتقديم المساعدة إلى الصومال.
يأتي هذا الموقف الإماراتي انسجاماً مع سياسة ثابتة في كل القضايا السياسية والإنسانية، ويأتي هذه المرة في سياق المرحلة التاريخية الحاسمة، التي يمر بها الصومال، حيث لا بد من مضاعفة التركيز على معالجة التحديات الملحة، التي يواجهها شعب الصومال، ومنها الإرهاب وتداعيات الجفاف.
تضامن الإمارات مع الصومال الوارد في كلمتها، لم يكتف بالعبارات العامة، بل جاء ضمن مواقف مفصلة مبنية على بنود واضحة تمثل خريطة طريق للنهوض في الصومال، حيث جاء في الكلمة تركيز على نقاط أساسية، أهمها تأييد دعوة الأمين العام، بشأن ضرورة الاستمرار في تقديم المساعدات الأمنية للتصدي للتهديد الإرهابي، والتعاطي مع الحالة الإنسانية المتردية، بسبب الجفاف وانعدام الأمن الغذائي، من خلال مضاعفة المساعدات الإنسانية، علماً بأن الإمارات استبقت الكلام، وقدمت قبل أيام مساهمات جديدة للصومال، بما في ذلك مساعدات من قبل مؤسسات إنسانية في الدولة.