الثقافة والإبداع أضحيا صناعة

  حينما يُسأل المرء عن مدينة طشقند، يطرق للحظة قبل الرد ليتذكر فجأة مدينة سمرقند، فهي ملء الخاطر والذاكرة، عندئذ يرد بأن طشقند شقيقة سمرقند، وكلتاهما في أوزبكستان. الكثير من بلدان العالم تعرف من خلال مدينة واحدة بعينها دون المدن الأخرى فيها، إذ تشكل بوابة الدخول.

تكون بمثابة جواز السفر؛ فمنا الكثير، نحن العرب، عرف سمرقند عنواناً لرواية أبدعها أمين معلوف. صدرت عام 1988، وحصدت بانتشارها جوائز عالمية.

تدور أحداثها حول حياة الشاعر عمر الخيام.تحتضن طشقند، شقيقة سمرقند ذات التاريخ الثقافي والفني المشهود، في هذه الفترة مؤتمراً عالمياً هو الرابع على التوالي، لنوع من الاقتصاد أطلق عليه تسمية «الاقتصاد الإبداعي».

والتسمية تذكّر بـ«اقتصاد المعرفة»، رغم ما بين دلالة التسميتين من تماثل في طبيعة الصناعة؛ إذ كلاهما مهتم بالصناعة الثقافية والإبداعية، لكن شيئاً من التخصص في الأول يجعله معرفياً وله علاقة بالرقمنة، أما الثاني فمفتوح على الثقافي والإبداعي العام.

قد تكون له علاقة في قابل الأيام بالرقمنة. قدر العصر.يحضر المؤتمر عدد كبير من ممثلي دول العالم، بما فيها دول خليجية.

ففي هذه النسخة الرابعة، اجتمع في المؤتمر أكثر من 2000 من قادة الإبداع العالميين، بغية دفع عجلة التقدم في الاقتصاد الإبداعي. الصناعات الثقافية على اختلافها وتعددها.ولكي نضيء أكثر على المؤتمر العالمي الـ4، الذي يشدك إليه عنوانه، نلجأ إلى لغة الأرقام التي بها تتكامل جوانب الصورة.

يعدّ قطاع الصناعات الثقافية والإبداعية من بين القطاعات الأسرع نمواً على مستوى العالم؛ إذ يجني مدخولاً مالياً قدره تريليونا يورو سنوياً، ويسهم بنسبة 3.1% في إجمالي الناتج المحلي العالمي.قبل 30 سنة، أو أكثر، نادراً ما كنت تسمع بالصناعات الثقافية والإبداعية.

نعم، كان هنالك معارض لبيع اللوحات الفنية والصور الفوتوغرافية، ومعارض للكتب. لكن أن تكون هنالك مؤتمرات للصناعات الثقافية والإبداعية؛ فهذه من النعم.