بالأمس احتفل شعب الإمارات باليوم الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة «عيد الاتحاد 53»، إعلاءً لشأن الوحدة والاتحاد، وامتناناً لدور الآباء المؤسسين، وتقديراً لجهود قيادتنا الرشيدة (خير خلف لخير سلف)، وغداً وكل يوم نحتفل بما نطمح وننجز ونعمل ونخلص، ونستثمر ببذل الأغلى لبلوغ الأعلى، من أجل رفعة وطننا وعزة وشموخ أبنائه.

مناسبة جديرة بأن نمنحها الأولوية، وأن نبادلها الخير والعطاء بالمزيد من الوفاء، فشعب الإمارات لم يكن لينعم بكل هذه الخيرات والمسرّات لولا جهود من أخلصوا النوايا وضاعفوا الهمم قبل أكثر من نصف قرن، للمّ الشمل وجمع البيت تحت راية اتحاد سيظل يعلو ويسمو ويزداد مكانة بين الأمم.

لأنه الوطن ولأننا أبناؤه، فمن البديهي أن تتشابه وتتشابك أفكارنا، وتكثر وتكبر إنجازاتنا، مستنيرة بشعار (نستثمر للوطن)، وذلك تحديداً هو شعار شركتنا الوطنية السيادية «مبادلة للاستثمار»، التي تشبه الوطن بالقوة والتأثير.

في العام 1971 كان إعلان قيام اتحاد دولة الإمارات، ولعل أهم أهدافه حينها (تحقيق الازدهار لكافة إمارات الوطن في كافة المجالات وتوفير الحياة الأفضل لجميع المواطنين). وفي 2002 انطلقت مبادلة للاستثمار برؤية والدنا المؤسس، المغفور له بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وهدفها الاستراتيجي (بناء اقتصاد متنوع ومستدام لمجتمع ينعم بالازدهار وللأجيال القادمة). إنه ذات المبدأ الذي قام على أساسه الاتحاد. ببساطة؛ هكذا اتحدت الإمارات وتطورت وتفوقت.. وهكذا تأسست مبادلة واستثمرت واستمرت.

بفضل الله، وبرؤية قيادة الوطن، تُدير مبادلة اليوم محفظة متنوعة من الأصول والاستثمارات داخل الدولة وخارجها، قيمتها 302 مليار دولار، ما يعادل 1111 تريليون درهم. وفي أكثر من 50 دولة حول العالم تجدون شركات واستثمارات لمبادلة التي تتوسع بلا توقف في مختلف القطاعات والمناطق الجغرافية، والتي تركز على الاستثمار في الإمارات في شتى المجالات، إضافة إلى الاستثمارات المباشرة، والاستثمارات المتنوعة، واستثمارات العقارات والبنى التحتية، وسواها.

ربما هذه المقارنات تنسحب أيضاً على استراتيجية مبادلة الاستثمارية القائمة على تدريب وتأهيل الكوادر الوطنية، ودعم وتمكين العنصر البشري، ونقل وتبادل المعرفة، واستثمار الخبرات والمهارات النوعية، وذلك تماماً ما ركّز عليه الاتحاد في مقتبل عصره حين اهتم بالتعليم والابتعاث الدراسي، والتمكين العلمي والمعرفي، واكتساب المهارات والخبرات التي تؤهل أبناء الوطن لتولي زمام قيادة مسيرة التطوير والتحديث في شتى المجالات، ليكونوا بأفعالهم وإنجازاتهم صمام أمان لنهضة الوطن.

ذلك يقودنا إلى حقيقة أن نجاح مبادلة ومثيلاتها من الشركات الإماراتية المرموقة، هو دليل واضح على رؤية القيادة واستثمارها في بناء الإنسان، وشهادة بيّنة على مكانة دولة الإمارات العالمية والمؤثرة. حفظ الله إماراتنا وقيادتنا.. ودام عزك يا دار زايد الخير.