في الأسبوع الماضي، وعلى ارتفاع 40,000 قدم خلال رحلة عمل من الإمارات إلى دولة عربية شقيقة بهدف تأسيس شراكة استراتيجية تعود بالنفع والخير على بلدينا، كنت أتبادل أطراف الحديث مع زميل لي وأحد الموظفين في مقصورة الطائرة الذي تحدث بحب وإعجاب وإسهاب عن دولة الإمارات وإنجازاتها، وما حققه فيها على الصعيد الشخصي، مترجماً بشهادته تلك حقيقة أن المثابرة هنا هي أساس ومعيار النجاح، لأن الإمارات رحبة البناء وخصبة العطاء، وكل من جد فيها وجد.
نعم هذه هي دولة الإمارات التي تستثمر من أجل خير البشرية. وهي حقيقة وإن كانت غير معلنة، فلا شيء تفعله الإمارات إلا ويرجى منه الخير لها ولمن حولها في مختلف الجوانب، فهي منارة للعالم. وهذا هو إرثنا وحاضرنا الشاهد على نهج زايد الخير الذي لا ينضب.
وفي هذا السياق، نذكر ولا نحصر مبادرات إماراتية لا تنتهي، وما لا يحصى من أفكار إماراتية عالمية وجدت لدفع عجلة التنمية وتقدير الإبداع والابتكار، وتحفيز الأداء والإنجاز، انعكاساً لتأكيد الأولوية المستدامة لجهود الدولة في دعم تحقيق الأهداف العالمية للتنمية.
وفي إطار تطوير العمل الحكومي من أجل شعوب العالم، تبادر الإمارات منذ 2013 تحت مظلة القمة العالمية للحكومات، لاستشراف مستقبل الحكومات حول العالم، مع التركيز على تسخير التكنولوجيا والابتكار لمواجهة التحديات التي تواجه البشرية.
وتحرص على تقدير نوابغ العرب بجائزة استثنائية تعادل «نوبل العرب» لتكريم العقول الفذة في الطب والهندسة والتكنولوجيا والاقتصاد والعلوم الطبيعية والعمارة والتصميم والأدب والفنون.
وكذلك الأمر في «تحدي القراءة» أكبر مشروع لتشجيع القراءة لدى الطلاب في العالم العربي عبر التزام أكثر من مليون طالب بالمشاركة بقراءة خمسين مليون كتاب كل عام دراسي.
ونتوقف أيضاً عند أسبوع أبوظبي للاستدامة، المبادرة الإماراتية العالمية التي تستضيفها شركة «مصدر» الرائدة في مجال الطاقة النظيفة، حيث يجتمع الجميع لتسريع وتيرة التنمية المستدامة ودفع عجلة التطور الاقتصادي والاجتماعي والبيئي على كوكب الأرض.
وتعمل جائزة زايد للاستدامة منذ تأسيسها في 2008 على تمكين صناع التغيير حول العالم من خلال تكريم حلولهم المبتكرة في مجال الاستدامة وتقديم الدعم لهم لتوسيع نطاق تأثيرهم الإيجابي على مئات الملايين حول العالم.
وفي مجال الذكاء الاصطناعي ترسم الإمارات ملامح اقتصاد المستقبل المبني على العلوم والمعرفة، حيث حلت الإمارات الخامسة عالمياً والأولى شرق أوسطياً على مؤشر «جلوبال فايبرنسي 2024» للدول الأكثر تفوقاً وحيوية في الذكاء الاصطناعي الصادر عن جامعة ستانفورد الأمريكية.
وهذا الذكاء هو جزء من استثمار الإمارات لها ومن أجل غيرها. ودعماً للاقتصاد الرقمي هناك مبادرة «مليون مبرمج» التي تسعى لتطوير المهارات الرقمية لدى الشباب، والتي تعد بمثابة استجابة للتحدي المتمثل في كيفية توظيف الشباب في الاقتصاد الرقمي.
نختم بالمبدأ الأخير من المبادئ الاقتصادية العشرة لدولة الإمارات، وهو (أفضل بنية تحتية لوجستية في العالم)، والذي يعكس سعي الإمارات الدؤوب لتطوير أفضل بنية تحتية لوجستية في العالم من موانئ ومطارات وخطوط جوية ومسارات ملاحية، بما يعزز حركة التجارة العالمية ويرسخ الإمارات كأهم نقطة ربط بين شرق العالم وغربه وشماله وجنوبه .. حفظ الله إمارات الخير والعزة وقيادتها الفذة.