بين الكثبان الرملية وتلال الثلج، أحلام استثنائية، جعلونا فقط نلتفت إليها.

شعرت بأن صديقتي ربما أرادت أن تقول شيئاً كهذه العبارة، وفي الفيديو الذي أرسلته لي، ظهر الشابان «سيف وعادل» من أصحاب الهمم، وظهرت صورة زملائهما.

وفي فيديو آخر، ظهرت صورة طفل من أبناء أحد المخيمات. الشابان يقفان وسط مساحة خضراء من أرض صحراوية، والطفل يتحدى قسوة الطبيعة بالاستحمام بقطع الثلج الأكبر من حجم جسده.

هذه المقاطع الرائعة، تداولها الكل، وعبارة الإعجاب التي وددت إرسالها لصديقتي هي.. وهل توجد أماكن أجمل في تحديها من هذه في بلادنا في هذا الفصل من السنة؟، فيديو سيف وعادل، الذي أرسلت لقطات منه انتشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ليشعرنا بأنها عادة أهل الإمارات والمقيمين فيها في حب الجمال في كل شيء. تدخلين مشتل الشابين، لتقتني نبتة أو زهرة، فتشعرين وأنت تمتعين ناظريك بالنباتات الجميلة التي بداخله، كما لو أنك تتابعين تفاصيل عمل فني من إبداع عقول إماراتية شابة، تريد أن تقلب الموازين والأفكار الجاهزة التقليدية عن إنساننا في هذه البلاد.

ولست وحدك من يعتريه هذا الشعور، وإنما الكل، كل الذين سارعوا بنشر الخبر، والذين زاروا المكان لتهنئة أبنائنا الذين طالعونا بمشروع دافئ في فصل الشتاء، نتمنى له التوفيق، فهو قد حرك فينا هذا الإحساس بقوة الإنسان، وجمال العمل الذي أبدعته هذه الأيدي، ففي أحضان الطبيعة، بين الكثبان الرملية، لمكان ألفنا روعته بنخيله ومزارعه منذ زمن بعيد، أناخ الاثنان ركابهما، ليضعا حجر الأساس لمشروع المشتل الصغير، بين مشاريع كبيرة من هذا النوع سبقته، ولم يخيفهما أنها مشاريع عملاقة.

وبين الثلوج المكدسة التي تعزله عن العالم، يقف طفل عارٍ، ليستحم بقطع الثلج، كما لو أنه يلعب واحدة من أقسى ألعاب التحدي، لا يقدر عليها إلا هو، قلبه ينبض بالحياة، حياة في كل موسم ومكان، وفي داخل هذا القلب حلم استثنائي.