مبادرة أكثر من رائعة، يقدمها المخرج البريطاني غريغ دوران في الثقافة. التجربة في مجال المسرح، وتتضمن إعلان مسرح «ذي رويال شكسبير كومبني»، عن برنامج لعرض أعمال مسرحية، يشارك فيها فنانون من «أصحاب الهمم». وعلى الرغم من أن التجربة ليست الأولى هناك، إلا أنه يمكن وصفها بالإنجاز الكبير، الذي ربما كان في طريقه إلى أماكن أخرى. ولو عدنا إلى الهدف منها، فهو -كما أوضح دوران- أمله في أن يمثل المسرح البريطاني المجتمع بكل شرائحه.
والحقيقة أننا ننظر إلى المبادرة من هذه الزاوية، وننظر إليها من زاوية أخرى، فنحن قد تعودنا على مشاركة أبنائنا من أصحاب الهمم في البرامج الرياضية، وهي، على الرغم من أنها من البرامج النوعية في غالبيتها، إلا أننا لم نتعود على مشاركاتهم في مجالات إبداعية أخرى، منها الثقافة، التي تشمل المسرح، التلفزيون، والسينما، والموسيقى، سواء كان ذلك في مجال التمثيل أو الكتابة أو الإخراج، أو التشكيل أو الأداء، وغيره من أشكال الثقافة والفنون.
كما أننا في هذا المجال، تعودنا على أن يقوم بأداء أدوارهم أشخاص من خارج هذه الشريحة الاجتماعية المهمة، الشيء الذي لا يقنعك بهم، فنحن حتى عندما ندعي أننا نفهم الآخرين تماماً، نكون مخطئين في الحقيقة.
نقول لأنفسنا إن مثل هذه المبادرة، وهي تعود إلى الواجهة، وتتكرر في أماكن أخرى من العالم، نحن أحق بها، فهي تمثل تحدياً حقيقياً لمجتمعاتنا، التي تفوقت في مجال الاهتمام بالإنسان، كما أن مثلها يجسد نقلة نوعية في مجال الثقافة، التي لا يمكن اعتبارها حكراً على أحد.