هل هن مكتئبات حقاً؟ جزء من حديث شيق تبادلته أختكم مع أخ وصديق عزيز لفت انتباهه الصمت المطبق الذي صار يلف قاعة المحاضرات في المكان الذي يعمل فيه، على غير العادة في السابق، على الأقل حتى أواخر التسعينيات! هل تم تشخيص هذه الحالة المزعجة.. يقول مضيفاً أنك تدخل قاعة المحاضرات فلا يكاد يلتفت إليك أحد، الطالبات مشغولات بالهواتف وكأنها حالة طوارئ مستمرة أو تكاد تحدث، ونحن بانتظار الإشارة من وسائل التواصل!

نقول له.. إن صورة طلاب اليوم داخل الفصول الدراسية قد تغيرت، حتى أن آخر الدراسات الأكاديمية (رغم التشكيك في مصداقيتها تماماً) هذه الدراسات التي تدور حول الظاهرة نفسها في كل مكان في العالم، صارت ترجع السبب إلى أن الفتيات يعانين من الاكتئاب، وأن السبب متصل بالاستخدام المفرط للسوشيال ميديا مقارنة بالشباب (مع قليل من الاعتراض تحتج لأن هذا ينطبق على الجميع، على أولادنا وبناتنا، وحتى علينا نحن الكبار أينما كنا، في قاعات المحاضرات أم قاعات الأفراح).

والصراحة أن كومة من البيانات والحقائق تضعها الدراسة أمامنا لتثبت أن أعراض الاكتئاب لدى الفتيات يمكن ملاحظتها في قضاء أوقات طويلة على شبكات التواصل، وقلة النوم، وما إلى ذلك مما تصفه من «البلطجة» عبر الإنترنت، وانخفاض مستوى الثقة بالذات، وعدم الرضى عن مظهرهن الخارجي. أصحاب الدراسة أعلنوا أنها استهدفت 11 ألف فتاة ووجدوا أنه مقابل كل 7.5% من الفتيات هناك 4.3% فقط من الشباب يتحولون إلى ضحايا على الإنترنت، لتصل نسبة الاكتئاب لدى الإناث إلى 32.8% مقابل 7.9% لدى الذكور.

العجيب في الدراسة أنها تقول إن هذه الحقائق تندرج لديها ضمن مسميات مثل الفروق بين الجنسين! ونحن نقول.. انفذ بجلدك يا دكتور قبل أن يطالك أنت الاكتئاب.