منذ بداياته وظهوره بشكل منظم، ضم المشهد الثقافي الإماراتي أنواعاً مختلفة من الكتابة الأدبية، منها الإبداع القصصي والروائي، هذا الأخير بدوره قدم لنا خاصة في مجال الرواية، أعمالاً تقترب في نوعيتها أو يمكن تصنيفها تحت التاريخي والرومانسي والاجتماعي والفنتازيا والخيال العلمي (أخيراً)، أنواع قليلة وتصنيفها صعب، لكنها أهم ما يبرز في الساحة الأدبية.
الآن، ونحن في مرحلة أخرى نتساءل: هل تلوح في الأفق أنواع إبداعية إضافية، أنواع مثل الرواية أو القصة البوليسية والسيكولوجية النفسية وغيرها، تسير نحو النضج في موضوعاتها وعناصرها الإبداعية؟
خلال الأسبوع الفائت أقيمت في مقر «اتحاد كتاب وأدباء الإمارات»، أمسية لتكريم الفائزين في مسابقة القصة البوليسية بالتعاون مع «نادي ضباط شرطة دبي»، هذه الفعالية البسيطة ربما كانت تأتي بمثابة القول بأن هناك أنواعاً كتابية إبداعية تطل برأسها وإن كانت في طور الاشتغال عليها لتأخذ صورتها المكتملة، كما أن هناك ما يتسع من المكان للمشاركة المجتمعية في كتابتها.
في الواقع، يستحق هذا الجهد التكريم منا جميعاً، ومثلما يستحق التكريم يستحق أن تبذل الجهود من أجل صقل مواهب كتاب هذه الرواية أو القصة الإبداعية، فهي كما نقول القادم الجديد على أن تتاح له أجواء العمل الإبداعي من كل الجهات، وما فعله اتحاد الكتاب هو المساهمة بواجبه كمؤسسة أدبية في النهوض بأي جهد تقوم به مؤسساتنا المجتمعية، من أجل رفد المشهد الثقافي الأدبي بما يمكن تقديمه في هذا المجال، من إشراف أدبي إبداعي يتوحد مع ما لدى الإخوة الكتاب من تجارب واقعية. نبارك للإخوة الفائزين ونتمنى أن نراهم من كبار مبدعينا، وعلى الرغم من ذلك تجد نفسك تبحث عن مشاركة الأقلام النسائية الشابة في مثل هذه الكتابة.