لا يخفى علينا أهمية النية في ديننا الإسلامي الحنيف، فجميعنا يعلم بأن المرء يثاب أو يعاقب، تقبل أعماله أو ترد عليه بسبب النية. بعض الأشخاص ربط مفهوم النية لديه في النسك والعبادات وغاب عنه في بقية الأعمال الدنيوية. وضع النوايا في الأمور الحياتية لا يقل أهمية عن وضعها في العبادات والمناسك.
فكلما كانت نوايانا واضحة كلما زادت احتمالات جذب ما نريد ونسعى إليه. النية في نهاية المطاف عبارة عن فكرة أو خاطرة تجول في أذهاننا وأفضل طريقة لعكس الأفكار من العالم غير المحسوس إلى العالم المتجسد عن طريق كتابتها في أهداف ذكية. تدوين الملاحظات وكتابة الأهداف بالورقة والقلم تحديداً وليس عبر الأجهزة الذكية أحد أفضل الطرق التي تساعد في التركيز على الأهداف.
تشير العديد من الدراسات إلى علاقة التدوين باليد بنشاط الدماغ وقوة الذاكرة. فتدوين الأهداف باليد لا يدعم الدماغ في استرجاع الأهداف وأن تكون حاضرة في أذهاننا فقط، بل يساعد العقل بطريقة واعية ولا واعية بالتفكير والبحث عن طرق لتحقيق ما نركز عليه، فطريق الألف ميل يبدأ بنية تترجم إلى هدف ذكي يُحول إلى استراتيجية تحت التنفيذ.
يقول الفيلسوف الصيني لاوتسي: راقب أفكارك لأنها ستصبح كلمات، راقب كلماتك لأنها ستتحول إلى أفعال، راقب أفعالك لأنها ستتحول إلى عادات، راقب عاداتك لأنها تُكون شخصيتك، راقب شخصيتك لأنها ستُحدد مصيرك.
ماذا لو تذكرنا أهمية النية قبل البدء بأي عمل؟ ماذا لو كانت نوايانا واضحة ومكتوبة بطريقة ذكية لتحقيق ما نود إنجازه؟ ماذا لو تذكرنا أن مواءمة نوايانا باستمرار مع أعمالنا وأفعالنا اليومية يعد أمراً ضرورياً لأنه يحدد شخصيتنا ومصيرنا في نهاية المطاف؟