كثيرون من يشتكون من قلة الثقة بأنفسهم ويتساءلون عن كيفية التحلي بالشجاعة والثقة بالنفس. في الحقيقة هم صادقون، فالثقة بالنفس لا تكون بالضرورة متواجدة بالسليقة لدى غالبية البشر، وليست بالضرورة صفة يولد بها آخرون، وإنما تحتاج في كثير من الأحيان إلى تدريبات مختلفة وظروف حياتية يمر بها الفرد ليكتسب القوة ليقف على رجليه ويعبر فيها عن نفسه وأحلامه وطموحاته.

لست أملك إحصائية للمقارنة بين نسبة الواثقين من أنفسهم من دون تدريب بالواثقين من أنفسهم مع التدريب، ولكن ما أعرفه على وجه اليقين أن السواد الأعظم من الناجحين والواثقين من أنفسهم على الأقل الذين قابلتهم شخصياً، أو من قرأت عنهم أو شاهدتهم على شاشات العرض لم يولدوا واثقين وشجعاناً وأقوياء، وإنما الكثير منهم في بداية انطلاقته كان إما متعثراً أو لم يكن واثقاً من نفسه مقارنة بما أصبح عليه بعد أعوام طويلة من الإخفاقات والنجاحات.

يحكي ستيف هارفي عن نفسه وهو أحد أشهر وأغنى مقدمي البرامج الإذاعية والتلفزيونية على مستوى العالم والذي قُدّر صافي ثروته بأكثر من 100 مليون دولار، أنه منذ صغره وهو يحلم أن يكون مقدم برامج إذاعية، وبالرغم من كل الظروف التي كانت ضده كونه صبياً ملوناً يعيش في أصعب فترات الفصل العنصري في ستينيات القرن الماضي في الولايات المتحدة الأمريكية وفوق هذا يعاني من التلعثم، إلا أنه لم يتخل عن حلمه، وأصر على التحلي بالقوة والشجاعة من أجل تحقيق ما يراه في ذهنه حقيقة.

إحدى جمل ستيف هارفي الشهيرة: «عليك أن تحلم بأحلام كبيرة وتؤمن أنك ستنجح». ماذا لو انغمسنا في اللحظة، تدربنا كثيراً، آمنا بأحلامنا رغم كل الظروف الخارجية وجميع الإخفاقات من أجل اكتساب الثقة والقوة والشجاعة لمواجهة العالم؟