أدى بيبر كوليفورد كل ما عليه، ليكون مستعداً لوظيفته الجديدة، ليحقق حلمه في أن يكون مساعد طبيب أسنان.

استيقظ بيبر باكراً يوم المقابلة، ومن أجل لفت أنظار من سيقابله، ارتدى أفضل ما لديه.

للأسف، لم يضع بيبر في الحسبان أن ضياع محفظته، التي تحمل أوراقه الثبوتية ونقوده، ستضيّع عليه فرصة اللحاق بالحافلة، والوصول للمقابلة في الوقت المحدد، وفرصة العمل التي طالما اهتم من أجلها وحلم بها.

حصل بيبر لاحقاً على فرص أخرى، ظنها في البداية لا ترقى إلى مستوى طموحاته، ولكنه مضطر لقبول ما هو في الطريق، من أجل تسديد التزاماته المادية.

حقق «بيبو» الاسم الذي اشتهر به لاحقاً، نجاحاً مدوياً، وابتكر شخصية السنافر الكرتونية، التي اكتسحت العالم، وبكل اللغات.

كثير منا يخطط لحياته وأهدافه، سواءً كان التخطيط لأهداف قصيرة أو طويلة المدى. كثيرة أيضاً هي الدراسات التي تشير إلى أهمية التخطيط في حياة الفرد، وأنه كلما كان الفرد يخطط بطريقة صحيحة، زادت نسبة إنجازه لما خطط له، وازدادت فرص نجاحه.

ولكن في الحقيقة، عندما نرى على أرض الواقع، نفاجأ في بعض الأحيان، بأنه تجري الرياح بما لا تشتهي السفن، وقد تسير الحياة على نحو غير متوقع كما خططنا له. ليس لأننا لم نخطط بالشكل الصحيح أو الجيد، وإنما استجدت أحداث لم تكن ضمن إطار ما خططنا له، وتلعب الأقدار دورها في إعادة ترتيب الأحداث، تماماً كما حدث لصديقنا بيبو.

ماذا لو أدركنا أنه إن لم تسر الحياة على النحو المتوقع وكما خططنا لها، هذا لا يعني بالضرورة أنها تسير في منحنى خاطئ، بل على العكس، نحتاج في بعض الأحيان أن نكون أكثر مرونة وانفتاحاً على الأشياء التي نقابلها في الطريق.

ماذا لو كانت الأشياء التي نقابلها في الطريق، أفضل بكثير مما توقعنا وخططنا له؟.