من شاهد فيلم «الأيدي الموهوبة» الذي يروي قصة حياة بن كارسون الطبيب الأمريكي وأحد رواد جراحة المخ والأعصاب الذي ولد في ولاية ديترويت، سيدرك بأن كارسون لا يختلف عن غيره من الناجحين عبر التاريخ.
أحد أهم الدروس التي قد تخرج منها بعد رؤيتك للفيلم، بأنه كم هو عظيم دور الأم في حياة أطفالها، فعندما تؤمن الأم بعظمة وروعة أطفالها، وتشعرهم بذلك، فلا بد أن يستجيب القدر ويجعلهم رائعين وعظماء.
أما الدرس الآخر المستفاد بأن المستحيل عبارة عن وجهة نظر لأشخاص اكتفوا بقول «كتب لنا» بدلاً من استبدالها بعبارة «ماذا لو اخترنا أن...؟». بالعودة إلى قصة حياة بن كارسون، فقد كانت بدايته بسيطة ومن أسرة فقيرة. وإذا كنا لا نريد أن نطلق عليه الطفل البليد، يمكننا استبدال المصطلح بأن أداء كارسون لم يكن جيداً على الإطلاق في المرحلة الدنيا، ولكن أمه العظيمة كغيرها من الأمهات العظيمات، لم تفقد فيه الأمل.
بالرغم من حياتها الصعبة والضغوطات التي تحيط بها من كل جانب، وبالإضافة إلى عدم إكمالها للمرحلة الابتدائية في التعليم، الفضل يعود لها في مساعدة كارسون على تنمية خياله وثقته بنفسه، والأهم من ذلك على زرع إيمانه بذاته حتى يكون أفضل نسخة من نفسه. يحكي كارسون عن نفسه في كتابه «فكر بأفكار كبيرة»، أن من أهم الأشياء التي ساعدته والدته عليها هو أن يقلل من ساعات مشاهدة التلفاز ويزيد من ساعات القراءة.
لم ينفك كارسون عن عادة القراءة، بل كان حريصاً ومنضبطاً على الاستيقاظ باكراً حتى عندما أصبح طبيباً وجراحاً، ليقرأ ويبحث في المصادر التي تعينه على إتمام عمله بنجاح. ماذا لو كنا أكثر انضباطاً على تكوين عادات يومية تعود علينا بالنفع؟ ماذا لو قللنا من ساعات مشاهدة التلفاز، والانشغال بوسائل التواصل الاجتماعي، واستبدلناها بالقراءة أو تعلم حرفة أو إتقان مهارة أو هواية جديدة تنقل حياتنا إلى مسار أفضل؟