في مقدار الوقت المحدود المتاح لنا لنعيشه في هذه التجربة الأرضية، ومع حركة العالم المتسارعة تأتي الأسئلة المهمة والمطروحة، في كيف لنا أن نعيش أفضل تجربة في هذه الحياة؟ وكيف من الممكن أن نصنع فارقاً وإرثاً نتركه وراءنا؟ وكيف نختار الجودة التي سنقضي بها أيامنا؟
بالتأكيد لا توجد إجابة واضحة وصحيحة عن جميع الأسئلة السابقة، ولكن الأهم من ذلك هو أن تكون لنا فلسفتنا الخاصة ومحاولة الإجابة والاجتهاد في ترتيب أولوياتنا في هذه التجربة.
تحديد الأهداف والأولويات والمسار هو الخطوة الأولى لعيش أفضل تجربة.
أولاً، معرفة نقاط قوتنا واستثمارها بالشكل الأمثل يزيدان من فرص نجاحنا، ويجعلاننا أكثر استعداداً لعيش تجربة أرضية جيدة. كلما كانت إسهاماتنا وعطاؤنا من مخزون قوتنا، كنا أكثر استدامة في نجاحاتنا وقدرة على اصطياد الفرص التي تتواءم وأهدافنا. معرفة نقاط القوة تعني التوقف عن عيش حياة متواضعة لا تتناسب وأهدافنا.
ثانياً، لا تخلو الحياة من خوض المعارك وعلى عدة جبهات. وتأتي هنا أهمية اختيار المعارك، وأن نكون انتقائيين في المواجهات التي نضع فيها أنفسنا. خوض جميع المعارك التي نواجهها يعني الفشل الحتمي، وعدم تحديد المعارك مسبقاً يعني التشتت، والتشتت عبارة عن قوة تدميرية يجب القضاء عليها بالتركيز على الأولويات، بتحديد المعارك التي تستحق الخوض أكثر من غيرها.
ثالثاً، التحلي بالفضول الشديد والانتباه للتفاصيل التي تلامس شيئاً ما في دواخلنا يعد مهماً لعيش تجربة مميزة. الفضول هنا لا يعني التدخل في شؤون الآخرين، بل يعني عدم العيش بافتراضات مسبقة لا تخضع للمراجعة، ويعني أيضاً التحلي بسعة الأفق والاستمرار بالتعلم والتطوير من ذواتنا لعيش تجارب غنية، تضيف حيوات إلى حياتنا. ماذا لو قمنا بالبحث عما يجعلنا مشتعلين للعطاء والإنتاج؟ ماذا لو قمنا بتصميم تجربتنا المميزة التي تلهم الآخرين؟ ماذا لو قمنا بمواءمة شغفنا وفضولنا لخلق تجربة من الصعب أن تتكرر؟