كثيرةٌ هي الكتب المؤلفة انتصاراً للعرب، إلا أن أفضلها قديماً كتاب «فضل العرب وفضل علومها» للإمام ابن قتيبة الدينوري. ألفه حين رأى نفراً من الشعوبية تنتقص العرب، وتحط من قدرها. وهو من الكتب المهمة في التراث العربي الإسلامي، إذ يدافع عن العرب وتراثهم، ويركز على علومهم ومعارفهم في مختلف المجالات. يتناول الكتاب جملة من المواضيع التي تظهر فضل العرب في العلوم، وحفظها، وتطويرها، ونشرها، وفضلهم في الارتقاء بالمجالات الفكرية والعلمية، والثقافية.

ويؤكد أيضاً على أهمية اللغة العربية بشكل خاص، وأثرها في كافة العلوم والفنون. ويتحدث عن التأثير الإيجابي للعرب على الحضارات والمدنيات الأخرى. وفضل العرب لا يرتكز على بيانهم وحسن منطقهم ومقدرتهم الخطابية، فحسب، بل إن للعرب علوماً استقلوا بها لا يحسنها غيرهم. مثل حركة الكواكب وتسمياتها، وقوانينها، وهي القاعدة الأساس في العصر الحاضر لدراسة الفضاء والتعرف على الجوانب المتعددة فيه، ومنها؛‌ علم ‌الفلك الذي كان له دور كبير وارتباط وثيق في معرفة أحوال الجو، والاهتداء بالنجوم في السير في البر والبحر، وحركة السيارات، ومنازل القمر، ومواقع البروج، ومعرفة الزمن وأقسامه.

ولم يقصد ابن قتيبة إلى إحصاء جميع علوم العرب، فهو لم يذكر فضلهم في الرياضيات وسائر العلوم، مثل الكيمياء، والطب، الفيزياء، والجاذبية، ووضعهم بعض القوانين لسقوط الأجسام. كذلك المتواليات الهندسية، واللوغاريتمات. واكتشافهم الطفيلية الموجودة في الإنسان المسماة الآن بالانكلستوما، والرهقان وهو خاص بالديدان المعوية.