هذا عنوان كتاب كان سيصدر الشهر الجاري عن دار «بنغوين» الأميركية المشهورة للنشر، لكنها قررت إلغاء العقد والتوقف عن نشر الكتاب قبل صدوره بأربعة أسابيع.

الكتاب مذكرات يهودي يدعى هيرمان روزنبلات، نجا من معسكر اعتقال نازي في الحرب العالمية الثانية، يتحدث عن قصة حب جمعت بين روزنبلات (79 سنة) والفتاة روما (73)، بدأت عندما كان عمره 15 سنة، وعمرها 9 سنوات في معسكر الاعتقال، حيث كان ترمي له يومياً ولمدة سبعة أشهر في عام 1945 تفاحة وخبزاً من خلف السور، ما أبقى لديه الأمل في الحياة.

وبعد انتهاء الحرب، هاجر إلى الولايات المتحدة، ولم يعد يعرف عن روما شيئاً. وفي عام 1957 يلتقيها بالمصادفة، ويتزوجها بعد أشهر من اللقاء، ولا يزالان حتى اليوم. حقق الكتاب الذي لن يصدر، شهرة واسعة، لأن القصة، منذ تحدث عنها روزنبلات لأول مرة قبل 13 عاماً، استقطبت اهتماماً إعلامياً غير مسبوق، وظل يروج لها في مقابلات تلفزيونية وإذاعية وصحافية خلال تلك الفترة.

ونشرت في كتب قصص للأطفال، وانتشرت في المدارس، وتحدثت عنها أكثر البرامج التلفزيونية انتشاراً، وحققت أرباحاً مالية كبيرة وتعاطفاً مع ضحايا المعتقلات النازية. المفاجأة كانت في ما كشفه، وبشكل موثق، باحثون ومتخصصون في تاريخ المعتقلات النازية، وهو أن قصة روزنبلات كذب في كذب من أولها إلى آخرها، وأن روما لم تكن في المعتقل.

تحت ضغط هذه الحقائق، اعترف روزنبلات في مقابلة تلفزيونية، وقال إن قصته غير حقيقية ولم تقع أحداثها، ولكنه يؤمن بها. انكشاف كذب روزنبلات وزوجته، وظهور الحقيقة أدى لصدمة وذهول عند الذين صدقوا القصة، وعند دار النشر التي اعتذرت وأعلنت أنها ستتبع أسلوباً صارماً جداً للتأكد من صدق كل كلمة ستنشرها في المستقبل.

وذهول عند دار نشر أخرى أصدرت القصة في وقت سابق في كتب قصص للأطفال قامت على الفور بسحبها من المكتبات. الصدمة الكبرى، كانت عند المؤمنين بما وقع لليهود في عهد النازية، والمدافعين ضد أي تشكيك في ما وقع لليهود، وتعزيزاً لحججهم أن ما حصل لهم مبالغ فيه ويجري استغلاله لأغراض كثيرة.

روزنبلات قال في اعترافه إن غرضه من القصة كان إعطاء الأمل للناس، وإدخال السعادة إلى قلوبهم، وإطلاع الناس على ما جرى لليهود في معتقلات النازية. لكن ابنه كين قال رداً على ما فعله أبوه: «إن غرضه كان جمع المال». وتبرأ من والده بالقول: «إن والدي رجل لا أعرفه».

كذب روزنبلات، وسعيه لجني المال من قصته، حيث يجري العمل لإخراجها في فيلم، أعاد إلى الأذهان الاهتمام، كتاب صدر قبل تسعة أعوام للكاتب اليهودي نورمان فنكلستين بعنوان «صناعة الهولوكوست» كشف استغلال ومتاجرة مؤسسات وشركات يهودية أميركية بالهولوكوست، وتعقد صفقات وتنفذ مشاريع بملايين الدولارات من ذلك.

وكشف عن الأساليب الملتوية في المتاجرة بالهولوكوست والمبالغة والكذب والابتزاز الذي يمارس بسلاح الهولوكوست، وتبعاً لما شكله الكتاب من خطر على عالم التجارة والمتاجرين والمبتزين والكاذبين تحت شعار الهولوكوست. تمّت محاربة الكتاب وكاتبه ومحاصرته خلال السنوات الماضية، سعياً لوأد الكتاب ومحو أي أثر له إن أمكن.