في الماضي كان الجيران في شهر رمضان يتبادلون أطباق الطعام كنوع من التقدير والتآخي وتوطيد العلاقات الاجتماعية. هذه العادة الرمضانية الطيبة موجودة في مختلف المجتمعات العربية.
ولكن مع التطورات الاقتصادية والتكنولوجية، تطورت في شكلها إلى هدايا فاخرة بين العائلات، وحتى في مجال العمل، من التمور والحلويات إلى العطور العربية والباريسية والهدايا الفخمة. «البيان» رصدت الظاهرة واستطلعت بعض الآراء فيها.
«إنها تعبير عن الاهتمام والتقدير، أسهمت وسائل التواصل الاجتماعي في انتشارها عبر المنشورات والصور وأحياناً بالفيديوهات»، هكذا تقول أم عبدالله، صاحبة متجر للهدايا، التي تؤكد أن «الماركات» العالمية دخلت في السنوات الأخيرة في سوق الهدايا الفاخرة، مستغلة وسائل التواصل، التي عززت بدورها ثقافة التباهي والمظاهر الاستهلاكية، وأوجدت جيلاً مختلفاً عن الأجيال السابقة التي كان همها الناحية المعنوية للهدية والمشاركة البسيطة مع الأهل والمعارف عبر هدايا رمزية.
وتضيف، إن مبيعات هذه المنتجات الفاخرة تزداد سنوياً في المناسبات، ومنها رمضان والعيد، بنسبة تتراوح بين 25% إلى 50%، لا سيما الهدايا المصممة خصيصاً بأسماء من يتلقونها.
أفكار مختلفة
وأما ناصر المزروعي، صاحب متجر إلكتروني لبيع الهدايا، فيقول: المتاجر والعلامات التجارية الكبيرة تطلق قبل رمضان حملات ترويجية وعروضاً خاصة تستهدف العملاء الذين يبحثون عن الهدايا المثالية، التي زادت مبيعاتها بنسبة 50%.
ويستعد المزروعي شخصياً كل عام بعروض وتصميمات خاصة بمتجره تناسب كل الأذواق والميزانيات، لا سيما الصندوق الذي يحتوي على المصحف الشريف وإسدال وسجادة الصلاة، وهو يتناسب مع طبيعة الشهر الفضيل، ويضيف:
هناك أيضاً صندوق الشوكولاتة الفاخرة، وهناك من يطلب تصاميم خاصة نقوم بتنفيذها، إضافة إلى العسل الفاخر والتمور والزيوت الطبيعية والعطور الشرقية والبخور. ويوضح صاحب المتجر أنه يعتمد على طلبيات عملائه من الشركات الكبرى، التي تقدم هداياها إلى موظفيها في هذه المناسبات.
هدايا بسيطة
توضح مريم حمدان جانباً آخر من «معاناتها» الشخصية خلال السنوات السابقة مع قدوم رمضان، حيث كانت تلتزم بتقديم هدايا للعاملين معها بالمتجر الخاص بها، وكانت هي المسؤولة عن هدايا أولادها الخمسة إلى أقاربهم، تقول:
«قد لا تصدقينني إن قلت لك إنني كنت أنفق أكثر من 20 ألف درهم على هذه الهدايا في رمضان ومن بعده عيد الفطر، فذات عام قدمنا هدايا عبارة عن أطقم ضيافة من الفضة، لكنني قررت قبل حلول رمضان العام الماضي، بعد اجتماع عائلي مصغر، الاكتفاء بتقديم هدايا رمزية موحدة، كل منها عبارة عن صندوق ورقي صغير به تمر وقهوة وهيل؛ ما جعلني أوفر أكثر من 75% من هذه النفقات».