ما بين عالم الصيدلة وريادة الأعمال، ثمة مسافة، من الصعب أن تجمع بينهما، وإذا جمعتهما وتخصصت فيهما، فمن المستحيل أن تتفوق فيهما بامتياز. الدكتور عزت الدجاني، المصرفي والمستشار المالي والاستثماري، تخصص في مجال الصيدلة، وأدارها بعقلية المستثمر، فكانت الانطلاقة لعالم أكثر رحابة في دنيا الأعمال. مسيرة الدجاني لم تقف عند هذا الحد، فخبرته نقلها إلى ابنه رعد وقدمها له قائلاً: «كن كما تريد شريطة دراسة ما تحب».

11 سنة

الدكتور عزت الدجاني، المصرفي والمستشار المالي والاستثماري، بدأ حياته العملية في مجال الصيدلة، فكانت له مؤسسة صيدلانية بداية في لندن- بريطانيا ثم في عمّان- الأردن، استمرت لمدة 11 سنة. اما ابنه رعد فقد درس الاقتصاد في جامعة أدنبرة في أسكتلندا، وعاد إلى دبي وعمل في مجال الاستشارات المالية والاقتصادية، وأراد أن يسلك حياته المهنية بنفسه دون الاعتماد على والده، فربما، حسب اعتقاده، سيعمل معه في المستقبل، فالعلاقة بينهما قائمة على الصداقة والاستفادة من خبرة الوالد ورؤيته لمختلف أمور الحياة.

رحلة التفوق

يؤمن الدكتور عزت الدجاني أن الشخص الناجح يمكنه أن يثبت وجوده في أي مكان، طالما أنه يضع أهدافه أمام عينيه ويسعى لتحقيقها، حيث أنه لم يكتفِ بنجاحه في مؤسسته الصيدلانية، بل شعر أنه يمتلك مزيداً من الطموح والرغبة في التغيير، فسافر إلى الولايات المتحدة الأمريكية ودرس في جامعة هارفارد التي تعد من أهم الجامعات في العالم، وحصل على الماجستير في الإدارة العامة.

إلى الإمارات

الدجاني بعد حصوله على الماجستير سافر إلى أستراليا، وعمل في مجال الملكية الخاصة، ليأتي موعد النقلة النوعية، لحظة الانتقال إلى الإمارات عام 1998، هذا البلد الذي سمع عنه الكثير، من حيث التوسع في السوق المالي والعقاري، فخلق لنفسه آفاقاً جديدة ومختلفة، فقد عمل في عدة أماكن مرموقة، من ضمنها عمله بشركة رسملة للاستثمارات، ومستشار ورئيس مكتب الاستثمار التابع لصاحب السمو الشيخ سعود بن صقر القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم رأس الخيمة، ومن ثم مدير تنفيذي في البنك الأمريكي العريق جولدمان ساكس، وأيضاً رئيس تنفيذي لسيتي بنك، وغيرها من الوظائف المهمة والحسّاسة.

محطات فارقة

حياة الدكتور عزت العملية كانت مليئة بالمحطات الفارقة، حتى جاء عام 2013، وقتها قرر أن يؤسس شركته الخاصة في مجال الاستثمار والملكية الخاصة والاستشارات المالية، مع عدد من الشركاء برأس مال يتعدى 150 مليون دولار، فجاءت آي إم كابيتال، وأصبح رئيساً تنفيذياً لها، ولشركته الأخرى كابيتال كومباس نائباً للرئيس التنفيذي؛ الأولى يمتد عملها في المنطقة الخليجية والعربية، والأخرى تركيا ودول البلقان.

مدينة العالم

دبي بالنسبة للدكتور عزت الدجاني ليست مجرد مدينة، لكنها مزيج من الشغف والتحدي والنجاح، فمن يعش على أرضها لا يرضى إلا بالرقم واحد، لأنه ببساطة يعيش في مدينة حققت المستحيل وامتلكت جميع أدوات الريادة، فأصبحت المدينة الأجمل والأروع، فالإمارات دولة قانون وأمان واحترام لحقوق الإنسان، لن تجد لها مثيلاً في العالم، توفر لكل المواطنين والوافدين كل سبل النجاح، الأمر الذي جعله فخوراً بأنه استقر هو وأسرته بها، فابنه رعد يؤكد أن تربيته في الإمارات خلقت منه شاباً منفتحاً على جميع الثقافات والجنسيات، وجعلته محباً للتحدي والتميز في العمل.

أول نصيحة

الابن رعد الدجاني يتذكر أول نصيحة قدمها له والده في أول يوم دوام في العمل بعد تخرّجه من الجامعة وكانت تتمحور حول أن يكون أول فرد يصل للعمل، وآخر موظف يغادر منه، وبالفعل اتبع نصيحته وحصل على ترقية خلال فترة بسيطة بعدما لمس مدراؤه وزملاؤه التزامه وجدّيته وحرصه على العمل والامتثال. فكانت النصيحة بسيطة في تطبيقها ولكن ردة الفعل كانت لافتة وإيجابية.