نصائح لمرضى ارتجاع المريء لتجنّب الحموضة

يعاني مرضى ارتجاع المريء من صعوبة التحكم في الأعراض، خاصة خلال شهر رمضان، حيث يؤدي التغير في أنماط الأكل إلى تفاقم الإحساس بالحموضة وحرقة المعدة. ووفقاً للأطباء فإن الامتناع عن الطعام لساعات طويلة قد يمنح الجهاز الهضمي فرصة للراحة، إلا أن الإفطار غير المتوازن والوجبات الدسمة يمكن أن يؤديا إلى زيادة ارتجاع الأحماض إلى المريء، ما يسبب انزعاجاً شديداً للصائمين.

وعلى هذا الصعيد، أوضح الأطباء أن الارتجاع المعدي المريئي يحدث عندما تعجز العضلة العاصرة السفلى للمريء عن الإغلاق بشكل كامل بعد مرور الطعام إلى المعدة، مما يسمح بعودة الأحماض المعدية إلى المريء، مسببة أعراضاً مزعجة كالحرقان في الصدر، ارتجاع الأكل، السعال الجاف، وصعوبة البلع، وأكدوا أن هذه الأعراض قد تتفاقم بعد الإفطار نتيجة الإفراط في تناول الأطعمة الدسمة والمقلية، أو المشروبات التي تحفز زيادة إفراز أحماض المعدة.

توصيات طبية

وفي إطار التوصيات الطبية أوصى الأطباء بضرورة الالتزام بعدد من الإجراءات، التي تسهم في الحد من أعراض ارتجاع المريء خلال شهر رمضان، مؤكدين أن تعديل نمط الغذاء يعد الخطوة الأهم في تجنب الحموضة ومضاعفاتها.

وأشاروا إلى أهمية تقسيم الوجبات إلى كميات صغيرة ومتفرقة بدلاً من تناول كميات كبيرة دفعة واحدة عند الإفطار، حيث يؤدي امتلاء المعدة الزائد إلى زيادة الضغط على العضلة العاصرة السفلى للمريء، مما يرفع احتمالية ارتداد الأحماض.

كما شددوا على ضرورة الابتعاد عن الأطعمة الدهنية، المقلية، الحارة، والتوابل القوية، إلى جانب تجنب الحمضيات، البصل، والثوم، نظراً لقدرتها على تهييج بطانة المعدة وزيادة الأعراض.

وفيما يخص المشروبات أكد الأطباء أن المشروبات الغنية بالكافيين مثل القهوة والشاي، إلى جانب المشروبات الغازية، تعد من المحفزات الرئيسية للحموضة، مما يستدعي تجنبها واستبدالها بالماء أو المشروبات العشبية المهدئة، التي تساعد على تهدئة الجهاز الهضمي.

وفي السياق ذاته، نصح الأطباء بتجنب النوم أو الاستلقاء مباشرة بعد تناول وجبتي الإفطار والسحور، مع ضرورة الانتظار لمدة ساعتين إلى ثلاث ساعات على الأقل قبل الخلود إلى النوم، وذلك لتقليل فرصة ارتجاع الأحماض أثناء الليل، كما لفتوا إلى أن الحفاظ على وزن صحي والإقلاع عن التدخين يعدان من العوامل الأساسية، التي تقلل من تكرار نوبات الارتجاع، مؤكدين أن السمنة والتدخين يزيدان من ضعف العضلة العاصرة للمريء.

وفي حال استمرار الأعراض أو تزايد حدتها ينصح بضرورة مراجعة الطبيب المختص، للحصول على العلاج المناسب.