يواجه مرضى القولون العصبي تحديات متعددة خلال شهر رمضان، حيث تؤثر التغييرات في أوقات الطعام ونوعيته على استقرار الجهاز الهضمي، ويؤكد أخصائيو الجهاز الهضمي أن اتباع نظام غذائي متوازن يسهم في تخفيف الأعراض وتحسين قدرة الأمعاء على التكيف مع الصيام، مع ضرورة تجنب العادات الغذائية التي تسبب تهيج القولون. كما يشير خبراء التغذية إلى أهمية تقسيم الوجبات بين الإفطار والسحور إلى حصص صغيرة، يساعد على تخفيف الضغط على الجهاز الهضمي، إضافة إلى التوصيات المتكررة بالابتعاد عن الأطعمة الدسمة والمقلية، والبقوليات، والحبوب التي تحتوي على الغلوتين، لما لها من تأثير مباشر على زيادة الانتفاخ والتقلصات المعوية.
ويوضح أطباء الباطنية أن الترطيب الكافي خلال ساعات الإفطار عنصر أساسي للحفاظ على عمل الجهاز الهضمي بسلاسة، حيث يساعد شرب الماء بانتظام وبكميات معتدلة في تعزيز عملية الهضم وتقليل فرص الإصابة بالإمساك، كما يُنصح بتجنب المشروبات التي تحتوي على الكافيين أو السكر، لتفادي الجفاف واضطرابات المعدة. وفيما يخص المشروبات، يشير أخصائيو التغذية إلى أهمية تناول المشروبات الطبيعية المهدئة مثل النعناع، اليانسون، البابونج، والشمر، لما لها من دور في تهدئة الجهاز الهضمي وتخفيف التشنجات، كما ينصحون بإدخال «البروبيوتيك» في النظام الغذائي، سواء عبر مصادر طبيعية مثل الزبادي أو من خلال المكملات الغذائية، لدورها في دعم التوازن البكتيري في الأمعاء وتحسين الهضم.
وعلى النطاق البحثي أكد أطباء الجهاز الهضمي أن الصيام لا يعد مشكلة لمرضى القولون العصبي واضطرابات المعدة شريطة تجنّب التوتر والضغوط النفسية، والتعامل مع الأدوية بالشكل الصحيح وفقاً لحالتهم الصحية. ويوضح أطباء الباطنية أن التحكم في أعراض القولون العصبي يتطلب نمط حياة متوازناً، حيث يُنصح بممارسة النشاط البدني المعتدل، وتناول الطعام ببطء، والتدرج في الكميات، مع تقليل الأطعمة التي قد تزيد من اضطرابات الجهاز الهضمي.
ويشير أطباء الباطنية إلى أن القولون العصبي مرض وظيفي مزمن، يرتبط بعدة عوامل منها التغيرات الهرمونية، الحساسية لبعض الأطعمة، والتأثيرات النفسية كالتوتر والقلق، ويضيف أخصائيو التغذية أن اضطرابات النوم قد تكون من العوامل التي تزيد من شدة الأعراض خلال رمضان، لذا يُفضل الالتزام بمواعيد نوم منتظمة وتجنب السهر الطويل، خاصة أن قلة النوم قد تؤثر على حركة الأمعاء وتؤدي إلى تزايد التشنجات الهضمية.
من ناحية أخرى، يوصي المختصون بمراقبة تأثير بعض الأطعمة على الجسم، حيث تختلف استجابة المرضى لأنواع الطعام، فقد يعاني البعض من حساسية تجاه منتجات الألبان، فيما قد تؤدي بعض الفواكه والخضراوات إلى تهيج القولون لدى آخرين.