شدد مختصون على أهمية رفع الوعي بالمخاطر الصحية التي قد يتعرض لها مرضى اضطرابات الأكل أثناء الصيام، مؤكدين أن الامتناع عن الطعام لساعات طويلة دون استشارة طبية مسبقة من الممكن أن يؤدي إلى تفاقم حالتهم، خاصة لدى المصابين بفقدان الشهية العصبي أو الشره المرضي.
ووفقاً لدراسات طبية، تعد اضطرابات الأكل من الحالات المعقدة التي تؤثر على الصحة النفسية والجسدية، حيث تتجسد في اضطرابات شديدة في علاقة المريض بالطعام، سواء من خلال خوف مفرط من الأكل كما في فقدان الشهية العصبي، أو الإفراط في تناول الطعام ثم اللجوء إلى سلوكيات تعويضية غير صحية كما هو الحال في الشره المرضي.
وأكد المختصون أن هذه الاضطرابات تؤدي إلى بناء عادات غذائية غير متوازنة قد تتفاقم خلال شهر رمضان، ما يستدعي متابعة طبية دقيقة لتجنب أي مضاعفات صحية خطيرة.
وأشار الأطباء إلى أن فقدان الشهية العصبي يُعرف بالخوف الشديد من زيادة الوزن، ما يدفع المرضى إلى تطوير عادة حرمان الطعام وصولاً إلى مرحلة العجز الغذائي، وأوضح المختصون أن الأثر النفسي لهذا الاضطراب يجعل الصيام حافزاً لمواصلة عجز الغذاء خلال فترة أطول، ما يعرضهم لمخاطر سوء التغذية الحادة، واضطراب مستويات الفيتامينات والمعادن في الجسم، وهو ما قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة مثل ضعف جهاز المناعة، وهشاشة العظام، واضطرابات القلب.
وفي هذا السياق، أكد خبراء التغذية العلاجية والصحة النفسية أن مرضى فقدان الشهية العصبي بحاجة إلى متابعة دقيقة لحالتهم، حيث إن الصيام قد يعزز لديهم السلوكيات القهرية المرتبطة بتجنب الطعام، ما قد يؤدي إلى فقدان وزن شديد يُعرض حياتهم للخطر.
من جانب آخر، أوضح مختصون في الصحة النفسية أن الشره المرضي العصبي يتميز بنوبات من الإفراط في تناول الطعام، يليها سلوكيات تعويضية غير صحية مثل التقيؤ المتعمد أو استخدام الملينات، وفي شهر رمضان، قد يؤدي الصيام إلى زيادة حدة هذه النوبات، حيث يعاني بعض المرضى من الإفراط في الأكل عند الإفطار، ما يدفعهم لاحقاً إلى تعويض ذلك بسلوكيات خطيرة قد تؤثر على أجهزتهم الحيوية، مثل القلب والجهاز الهضمي.
وأكد أخصائيون أن اضطرابات الأكل ترتبط غالباً بعوامل نفسية معقدة، مثل القلق والاكتئاب، ما يجعل الصيام عاملاً إضافياً قد يزيد من الضغط النفسي على المرضى، ويدفعهم إلى سلوكيات غير صحية قد تعرضهم لمضاعفات جسدية خطيرة، مثل الجفاف الشديد، واضطراب توازن الأملاح في الجسم، ما قد يؤدي إلى مشاكل في الكلى والقلب.
وفي إطار التوصيات الطبية، شدد الأخصائيون النفسيون وأطباء التغذية على أهمية طلب استشارة من المختصين قبل أن يقرر مرضى اضطرابات الأكل الصيام، وذلك لضرورة تعديل الخطة الغذائية أو تقديم توصيات خاصة تضمن سلامتهم خلال هذه الفترة.