إرشادات صحية للعاملين بنظام المناوبات

يواجه العاملون في المناوبات الليلية خلال شهر رمضان المبارك تحديات صحية تتعلق باضطرابات النوم والتغذية غير المنتظمة، ما قد يؤثر على أدائهم العام وصحتهم الجسدية، ويؤكد المختصون أن الجمع بين الصيام والعمل الليلي قد يؤدي إلى تراجع جودة النوم واضطراب الساعة البيولوجية، ما لم يتم التعامل معه بأساليب صحيحة تحافظ على التوازن البدني والنفسي خلال الشهر الكريم.

وتشير الأبحاث إلى أن النوم خلال النهار يكون أقل عمقاً وكفاءة مقارنة بالنوم الليلي، خصوصاً في حالات التوتر الناتج عن ضغط العمل، ما يسبب اختلالات هرمونية قد تزيد من خطر الإصابة بأمراض مزمنة، مثل ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب واضطرابات التمثيل الغذائي. وفي السياق ذاته، أوضحت الدراسات الطبية أن العمل الليلي قد يؤدي إلى تغيرات في الشهية، ما يجعل العاملين أكثر عرضة للإفراط في تناول الطعام خلال الفترة الليلية وقد يؤدي إلى التخمة ومشاكل الهضم المزعجة خلال الصيام وأضرار أخرى كزيادة الوزن.

وعلى مستوى آخر، يؤثر عدم الانتظام في النوم الليلي على إفراز «هرمون الميلاتونين» المسؤول عن تنظيم دورة النوم، ما يقلل من قدرة الجسم على مقاومة التعب والإجهاد. كما أن النوم المتقطع خلال النهار قد يؤدي إلى اضطراب النشاط الجيني، وهو ما كشفته دراسة أظهرت أن الممرضات اللواتي يعملن في المناوبات الليلية أكثر عرضة للإصابة بمشكلات صحية خطيرة، بما في ذلك سرطان الثدي.

إرشادات

ولتقليل التأثيرات السلبية للعمل الليلي خلال رمضان، ينصح الخبراء بتبني استراتيجيات تساعد في تحسين جودة النوم وتعزيز النشاط البدني، ومن بين هذه الاستراتيجيات، الحصول على 5 ساعات متواصلة من النوم بعد السحور، إلى جانب قيلولة قصيرة قبل الإفطار لاستعادة الطاقة. كما يُفضل تهيئة بيئة النوم باستخدام ستائر معتمة، وتقليل الإضاءة، وضبط درجة حرارة الغرفة على وضع مناسب، كما أن من العوامل المساهمة في ضبط الساعة البيولوجية، التعرض لأشعة الشمس بعد الاستيقاظ وقبل مغيب الشمس، حيث يساعد ذلك في تعزيز توازن الهرمونات المسؤولة عن النوم والطاقة.

في الجانب الغذائي، ينصح المختصون بتناول وجبات متوازنة غنية بالبروتينات والدهون الصحية والكربوهيدرات المعقدة للحفاظ على استقرار مستويات الطاقة، كما يُفضل الحد من استهلاك الكافيين بعد الإفطار لتجنب التأثير السلبي على جودة النوم، وفي بعض الحالات، قد يكون تناول مكملات الميلاتونين مفيداً لتحسين النوم، إلا أنه يُوصى باستشارة طبيب مختص قبل استخدامها، خصوصاً لمن يعانون من اضطرابات نوم مزمنة، ورغم التحديات التي يواجهها العاملون في المناوبات الليلية خلال شهر رمضان، فإن تبني العادات الصحية المناسبة وتنظيم النوم والتغذية، كفيل بالحفاظ على الصحة والنشاط.