تعزز المشاركة في العمل التطوعي خلال رمضان من الشعور بالانتماء وتسهم في تحسين الصحة النفسية، لكنها قد تشكل تحدياً بدنياً إذا لم تدار بالشكل الصحيح. ويؤكد خبراء الصحة العامة أهمية تحقيق التوازن بين الجهد المبذول والعناية بالصحة.
ويسهم الإعداد المسبق للأنشطة التطوعية في الحد من الإرهاق وزيادة الفعالية، فيما يوصي المختصون بوضع جدول زمني متوازن يشمل فترات راحة منتظمة لتخفيف الضغط البدني وضمان الاستمرارية. كما أن تحديد المهام بوضوح داخل الفرق التطوعية يساهم في توزيع الجهود بشكل متساوٍ، مما يتيح للأفراد فرصة للاستراحة وتجديد الطاقة.
وللحفاظ على الصحة أثناء العمل التطوعي في رمضان، ينصح بتناول وجبات متوازنة خلال الإفطار، تكون غنية بالبروتينات والفيتامينات، لتعزيز مستويات الطاقة والقدرة على التحمل، مع تجنب الأطعمة الدسمة التي تسبب الخمول وتؤثر على الأداء البدني، ويوصي أطباء التغذية بشرب كميات كافية من الماء على فترات متقاربة للوقاية من الجفاف والإرهاق.
خصوصاً للمتطوعين الذين يؤدون مهام ميدانية تتطلب مجهوداً كبيراً أثناء الصيام. كما يعد الحفاظ على اللياقة البدنية عنصراً أساسياً في تقليل احتمالات الإصابة خلال الأنشطة التطوعية.
ويشدد خبراء الصحة على أهمية ممارسة تمارين الإحماء قبل بدء العمل، خصوصاً عند تنفيذ مهام تتطلب جهداً بدنياً مثل حمل المعدات أو ترتيب الفعاليات، إذ تساعد هذه التمارين في تنشيط العضلات، وتقليل الإجهاد العضلي، وتحسين الأداء العام، مما يضمن استمرارية العطاء بكفاءة ومن دون مشكلات صحية.
كما أن الجانب النفسي لا يقل أهمية عن الصحة الجسدية، حيث يساعد التطوع في تخفيف التوتر وتعزيز الشعور بالإنجاز. ومع ذلك، قد يؤدي الإرهاق المستمر إلى الإجهاد النفسي، لذا ينصح بأخذ فترات استراحة قصيرة بين المهام.
وعلى صعيد الأشخاص المتطوعين في المجال الصحي، يشكل الالتزام بالإجراءات الوقائية عاملاً أساسياً للحفاظ على سلامتهم وضمان تقديم خدمات فعالة للمجتمع. ويؤكد الأطباء والمتخصصون أهمية تلقي التدريبات اللازمة لفهم طبيعة المهام والتعامل مع الحالات المختلفة وفقاً للمعايير الطبية المعتمدة. كما يوصى بارتداء معدات الحماية الشخصية، مثل الكمامات والقفازات، خصوصاً عند التعامل مع المرضى، للحد من مخاطر انتقال العدوى.
ويشدد المختصون على أهمية التخطيط المسبق للأنشطة التطوعية لضمان استمرارية العطاء دون إجهاد، من خلال وضع جدول زمني متوازن يراعي فترات الراحة وتوزيع المهام بشكل فعال بين الفرق التطوعية. كما يوصى بمراجعة الأداء بعد انتهاء النشاط لتحديد نقاط التحسين وتعزيز الكفاءة، مما يسهم في استدامة الجهود التطوعية وزيادة تأثيرها الإيجابي.