تأثيرات إيجابية وتحذيرات طبية لمرضى الكلى

للصيام دور مهم في التأثير على وظائف الجسم المختلفة، ومن بينها صحة الكلى، حيث تشير الدراسات الطبية إلى أن الامتناع عن تناول الطعام والماء لساعات محددة يسهم في تحسين أداء الكلى وتعزيز قدرتها على تصفية الدم والتخلص من السموم.

كما يساعد الصيام في تقليل الإجهاد التأكسدي، وهو أحد العوامل التي تؤثر على صحة الكلى على المدى الطويل، ومع ذلك، فإن تأثير الصيام يعتمد بشكل أساسي على الحالة الصحية للفرد، ويؤكد الأطباء أن الصيام مفيد للأشخاص الذين يتمتعون بوظائف كلى سليمة، إذ يسهم في ضبط توازن السوائل وتقليل مستوى الالتهابات التي تؤثر على الكلى على المدى البعيد. كما أن الامتناع عن تناول الطعام والماء لساعات محددة يساعد أيضاً في تقليل تراكم الفضلات الأيضية، مما يخفف من العبء على الكلى.

كما يشير الأطباء إلى أن تأثير الصيام على مرضى الكلى يختلف باختلاف الحالة الصحية ومدى كفاءة وظائف الكلى، ففي المراحل المبكرة والمتوسطة من مرض الكلى المزمن، أكد الأطباء أمان الصيام لبعض الحالات، وذلك شريطة الالتزام بترطيب كافٍ ومراقبة مستويات المعادن والسوائل بشكل دوري، وفي المقابل، يواجه المرضى في المراحل المتقدمة مخاطر أكبر، مثل الجفاف وارتفاع مستويات السموم في الدم، مما يستلزم استشارة الطبيب المختص قبل الصيام لتفادي أي مضاعفات صحية محتملة.

وللوقاية من أي تأثيرات سلبية على الكلى خلال الصيام، يوصي الأطباء بتجنب الأطعمة الغنية بالصوديوم والمنتجات المصنعة، لما لها من تأثير على توازن السوائل في الجسم. كما يُنصح باتباع نظام غذائي متوازن غني بالألياف والفيتامينات، إلى جانب مصادر البروتين الخفيفة مثل البقوليات والأسماك، التي تعزز وظائف الكلى دون التسبب في إجهاد إضافي.

وفي هذا السياق، يؤكد المختصون على أهمية استشارة أخصائي أمراض الكلى قبل الصيام، خصوصاً لمن يعانون من مراحل متقدمة من المرض، أو يخضعون لجلسات الغسيل الكلوي، كما ينبغي الانتباه لأي أعراض غير طبيعية قد تشير إلى اضطراب في وظائف الكلى، مثل الشعور بالإرهاق الشديد، وانخفاض معدل التبول، أو التورم المفاجئ، حيث تستلزم هذه الحالات تدخلاً طبياً سريعاً لتفادي أي مضاعفات خطيرة.