كيف يؤثر الامتناع عن الطعام على قوة العظام والمفاصل؟

تشير دراسات طبية حديثة إلى أن الصيام يحمل فوائد عديدة لصحة العظام، حيث يؤثر على كثافتها وقوتها، ويُسهم في تقليل الالتهابات التي تؤثر على المفاصل. ووفقاً للخبراء، فإن التغيرات الفسيولوجية التي تحدث أثناء الامتناع عن الطعام لفترات محددة تحفّز بعض العمليات الحيوية في الجسم، والتي تحدث تأثيراً إيجابياً على صحة الهيكل العظمي، وفي سياق متصل، يرى أخصائيو التغذية أن الالتزام بنظام غذائي متوازن خلال فترتي الصيام والإفطار يسهم في تحسين صحة العظام والوقاية من بعض المشاكل الصحية المرتبطة بها.

وفي هذا الإطار، أظهرت الأبحاث أن الصيام يُساعد على تقليل مستويات البروتين الدهني منخفض الكثافة والمعروف بـ«الكوليسترول الضار»، والذي يرتبط بانخفاض كثافة العظام وزيادة خطر الإصابة بالكسور، كما أشار مختصون في الغدد الصماء إلى أن الصيام يُحفّز إفراز «هرمون الغدة الجار درقية»، والذي يلعب دوراً أساسياً في تنظيم مستويات الكالسيوم في الدم، ما يعزز إعادة تشكيل العظام وتحسين صحتها.

وفي السياق ذاته، وجدت الدراسات أن الصيام يُسهم في تقليل التهابات المفاصل المزمنة، حيث أظهرت التجارب أن الامتناع عن تناول الطعام لساعات طويلة يُساعد على تقليل مستويات بعض البروتينات المرتبطة بالالتهابات، وعلى صعيد آخر، أشار باحثون في علم الأحياء إلى أن الصيام يُعزز قدرة الجسم على التخلص من السموم، ما يُقلل من تراكم المواد الضارة التي تؤثر سلباً على صحة المفاصل.

كما أكد أخصائيو جراحة العظام أن الصيام يسرّع عملية التئام الكسور من خلال تحفيز بعض البروتينات الداعمة للعظام والعضلات، والتي تُسهم في تكوين أوعية دموية جديدة حول مناطق الإصابة، مما يُحسّن عملية نقل الأوكسجين والمواد الغذائية إلى العظام المتضررة، ويُعزز من سرعة شفائها.

نصائح غذائية

وفي إطار تعزيز صحة العظام خلال فترات الصيام، ينصح أخصائيو التغذية بضرورة تضمين العناصر الغذائية المهمة في النظام الغذائي اليومي، مثل الكالسيوم الموجود في منتجات الألبان، والفوسفور والمغنيسيوم الموجودين في الأسماك والمكسرات، إلى جانب فيتامين «د» الذي يُعزز امتصاص الكالسيوم. كما يشدد الأطباء على ضرورة تقليل استهلاك المشروبات التي تحتوي على نسب عالية من الكافيين، والتي تؤثر سلباً على امتصاص المعادن الضرورية لصحة العظام.

من جهة أخرى، أكد مختصو العلاج الطبيعي أن ممارسة الرياضة بعد الإفطار تعزز قوة العظام وتحفز تجدد الخلايا العظمية، مما يقلل من خطر تعرضها للضعف مستقبلاً، كما يُنصح بأداء تمارين خفيفة مثل المشي وتمارين التمدد لتفادي الآثار السلبية لقلة الحركة خلال الصيام.