أكدت الدراسات الطبية بأن حساسية الطعام تمثل تحدياً صحياً عالمياً يؤثر على نحو 6 % من سكان العالم، ورغم ذلك فإن العديد من الحالات لا يتم تشخيصها أو علاجها بالشكل المناسب، وفي هذا السياق يرى خبراء التغذية أن الصيام قد يسهم في تعزيز مناعة مرضى حساسية الطعام، ما يساعد في الحد من التأثيرات السلبية الناجمة عن الأطعمة المسببة للحساسية.
وفي السياق ذاته، أوضح المختصون أن حساسية الطعام تحدث نتيجة رد فعل الجهاز المناعي تجاه نوع معين من الطعام، حيث يعتبره الجسم مادة ضارة، ويشير الأطباء إلى أن هذه الحساسية قد تظهر لدى أي شخص، لكنها أكثر شيوعاً في الطفولة، حيث تصيب واحداً من كل 20 طفلاً، بينما تنخفض نسبة الإصابة بين البالغين إلى 1 % فقط، وفي هذا الإطار أكد الخبراء أن الصيام قد يساعد بعض المرضى على التعود على تجنب الأطعمة التي تسبب لهم الحساسية، ما يسهم في الحد من أعراضها على المدى الطويل.
وتشير الأبحاث إلى أن بعض الحالات ترجع إلى عوامل وراثية فيما يمكن أن يكون السبب اضطرابات في الجهاز الهضمي أو التعرض لمواد مضافة للطعام مثل المحليات الصناعية وملونات الطعام، ووفقاً للأطباء؛ قد تظهر الحساسية لدى بعض الأشخاص بعد تناول كمية قليلة جداً من الطعام المسبب لها، حيث تبدأ الأعراض في الظهور خلال دقائق إلى ساعتين من استهلاكه.
وعلى صعيد النصائح الغذائية لمرضى حساسية الطعام خلال شهر رمضان، يُوصى بالتخطيط الجيد للوجبات لتجنب أي مضاعفات صحية، إذ يُفضل الابتعاد عن الأطعمة المعروفة بأنها تسبب الحساسية، مثل الفول السوداني والفراولة والمانجو والطماطم ومنتجات الألبان، كما أن اتباع نظام غذائي متوازن يصبح ضرورة، خاصة لمن يعانون من حساسية الجلوتين، ما يستدعي الامتناع عن تناول القمح والشعير والشوفان.
وفي هذا الإطار، يُنصح بالالتزام بالأدوية الموصوفة لتخفيف الأعراض، مع تجنب الأطعمة الحارة والمليئة بالتوابل التي قد تؤدي إلى تهيج الجهاز الهضمي وزيادة حدة المشكلة، كما يبقى تحضير الطعام في المنزل الخيار الأكثر أماناً لضمان خلوه من أي مكونات قد تسبب الحساسية، مع التركيز على الأغذية الطبيعية والصحية.
وأما تأثير الصيام على حساسية الطعام، فلا توجد أدلة علمية قاطعة تثبت أنه علاج مباشر، إلا أن بعض المصابين يلاحظون تحسناً في الأعراض عند تجنبهم للأطعمة المسببة للحساسية لفترات طويلة، ما يجعل رمضان فرصة مناسبة لإعادة ضبط العادات الغذائية ومراقبة تأثير بعض الأطعمة على الجسم بعد الامتناع عنها لفترة، كما أن رفع الوعي بحساسية الطعام والتخطيط الجيد للوجبات خلال رمضان يعد عاملاً أساسياً في تقليل الأعراض، ما يجعل الصيام أكثر أماناً وراحة لمن يعانون من هذه الحالة.