خلال شهر رمضان المبارك، يواجه الأشخاص الذين يتبعون نظاماً غذائياً نباتياً تحديات غذائية تتطلب تخطيطاً دقيقاً للحفاظ على توازنهم الصحي خلال فترات الصيام، لذلك يتوجب على من يتبعون هذا النظام ضمان الحصول على جميع العناصر الغذائية الأساسية التي يحتاجها الجسم، وفي هذا الإطار، يؤكد خبراء التغذية أن النظام النباتي يصبح متكاملاً خلال رمضان عند إدارته بشكل صحيح، من خلال تنويع الأطعمة وتعويض أي نقص غذائي محتمل.
احتياجات
وعلى صعيد احتياجات الجسم الأساسية، يُعد البروتين عنصراً أساسياً للنمو وتجديد الخلايا، ويتوفر للنباتيين من مصادر بديلة للحوم مثل البقوليات، المكسرات، زبدة الفول السوداني، ومنتجات الصويا كالتوفو. وأما الحديد، فيمثل تحدياً لهؤلاء الأشخاص بسبب انخفاض معدل امتصاصه من المصادر النباتية مقارنة بالحيوانية، ما يستدعي التركيز على أطعمة غنية به مثل العدس، السبانخ، الحبوب الكاملة، والفواكه المجففة، مع تعزيز امتصاصه بتناولها مع مصادر فيتامين سي، كالفواكه الحمضية والطماطم.
عنصر أساسي
ومن جهة أخرى، يعد الكالسيوم عنصراً أساسياً لصحة العظام والأسنان، ويمكن تعويضه من خلال تناول الخضراوات الورقية الداكنة مثل الكرنب والبروكلي، إلى جانب المنتجات المدعمة بالكالسيوم، كما يُوصي الأطباء بضرورة أخذ «فيتامين د» من المصادر الطبيعية والمكملات الغذائية عند الحاجة، لدوره الأساسي في صحة العظام، ويتوفر في بعض المنتجات النباتية المدعمة، إلا أن قلة التعرض لأشعة الشمس قد تجعل المكملات خياراً ضرورياً لتعويض النقص.
وعلى صعيدٍ آخر، يمثل «فيتامين ب 12» تحدياً في النظام النباتي، حيث يقتصر وجوده بشكل أساسي على المنتجات الحيوانية، ما يستدعي الاعتماد على الأطعمة المدعمة به مثل الحبوب المدعمة وحليب الصويا، أو اللجوء إلى المكملات الغذائية عند الحاجة.
في المقابل، يعد «أوميغا 3» عنصراً أساسياً لصحة القلب والدماغ، ويتوفر في مصادر نباتية مثل الجوز وبذور الكتان، إلا أن امتصاصه من هذه المصادر يكون أقل كفاءة مقارنة بالمصادر الحيوانية، ما يتطلب تناولها عبر الأقراص المكملة لتعويض النقص.
وللحفاظ على توازن غذائي صحي، يُوصى بتنويع الأطعمة لضمان الحصول على جميع العناصر الغذائية الضرورية، كما يُنصح باستخدام الأعشاب والتوابل لإضافة نكهات مميزة والاستفادة من فوائدها الصحية، مع تقليل السكريات المكررة والاعتماد على المحليات الطبيعية مثل التمر.