العاملون في القطاع الصحي وتحدي الحفاظ على التوازن الجسدي والنفسي

يشكل العمل جزءاً أساسياً من حياة الإنسان، إلا أن الضغوط المهنية تزداد خلال شهر رمضان، خصوصاً في القطاعات التي تتطلب مجهوداً بدنياً مكثفاً مثل الرعاية الصحية.

حيث يواجه الأطباء والعاملون في الصفوف الأمامية تحديات إضافية نتيجة الصيام وساعات العمل الطويلة، ما يستدعي اتخاذ تدابير تضمن الحفاظ على صحتهم وقدرتهم على أداء مهامهم بكفاءة دون التأثير على جودة الرعاية المقدمة للمرضى.

وفي إطار البحث عن تأثير ضغوط العمل على الصحة، تؤكد الدراسات أن الإجهاد المهني يؤدي إلى ارتفاع مستويات القلق والتوتر والإرهاق النفسي والجسدي، ما قد يؤثر سلباً في أداء العاملين وإنتاجيتهم، وعلى صعيد آخر، فإن عدم القدرة على التكيف مع متطلبات العمل يؤدي إلى مشكلات صحية مثل ارتفاع ضغط الدم، واضطرابات النوم، وضعف المناعة.

وأشار مختصون إلى أن العاملين في القطاعات الصحية، مثل الأطباء والممرضين، يواجهون تحديات مضاعفة، خاصة خلال شهر رمضان، حيث يؤدي الصيام إلى تغيرات في مستويات الطاقة والتركيز، ما يتطلب استراتيجيات خاصة للحفاظ على الأداء الوظيفي دون الإضرار بالصحة.

في السياق ذاته، أكد خبراء الصحة المهنية أن الأطباء والممرضين الذين يجدون صعوبة في الصيام نتيجة العمل المجهد يمكنهم الإفطار وفقاً للضوابط الشرعية، وأوضحوا أن انخفاض مستويات الطاقة قد يؤثر في جودة الرعاية الصحية وسلامة المرضى.

ولأجل التخفيف من آثار الضغوط المهنية، يوصي المختصون باتباع استراتيجيات تساعد على تحقيق التوازن بين الصحة والعمل، حيث يُفضل جدولة المهام الصعبة في أوقات يكون فيها الجسم أكثر قدرة على التحمّل، مثل فترات ما بعد الإفطار خلال رمضان.

كما شددوا على أهمية اتباع نظام غذائي متوازن يحتوي على البروتينات والكربوهيدرات الصحية، مع تجنب الأطعمة التي تسبب الخمول، إلى جانب الحصول على ساعات نوم كافية أو أخذ قيلولة قصيرة خلال اليوم لتحسين التركيز.

وفي إطار الدعم النفسي والمهني، توصي الإدارات الصحية بضرورة تعزيز بيئة العمل التعاونية، حيث يُنصح بالتواصل مع المشرفين والزملاء عند مواجهة تحديات مهنية، والاستفادة من فرق العمل لتوزيع المهام بشكل يخفف من الضغوط.

وتظل بيئة العمل الصحية عاملاً أساسياً في تحسين الأداء الوظيفي وضمان استدامة الإنتاجية، ما يجعل العناية بالصحة الجسدية والنفسية للعاملين أولوية قصوى للعاملين في القطاع الصحي، وفي ظل استمرار التحديات المهنية، تبقى الحاجة ملحة لتطوير سياسات عمل مرنة توفر للعاملين بيئة أكثر دعماً وتوازناً بين متطلبات المهنة والصحة العامة.