يستقبل المسلمون في إثيوبيا شهر رمضان بفرح عارم، حيث تزين المنازل والمساجد، وتجهز الأسواق بكل ما يلزم من مواد لإعداد موائد الإفطار، تنتشر البهجة في كل زاوية، حيث يجتمع الأهل والأصدقاء والجيران في أجواء مفعمة بالإيمان والأمل، تعبيراً عن شوقهم لاستقبال الشهر الفضيل.
تعَدّ فترة ما قبل رمضان، فرصة للتجديد الروحي والاجتماعي، إذ يبدأ الجميع بالتحضير لاستقبال الشهر المبارك. ويُلاحظ في المدن والأرياف حركة نشطة في شراء المفروشات والملابس التقليدية، مع تنظيم المساجد لتنظيفها وتزيينها بإضاءات وألوان تعكس فرحة المجتمع بقدوم رمضان. ويظهر هذا الاستعداد الشامل مدى تأثر النفوس بقدوم الشهر، الذي يحمل في طياته قيم العطاء والتسامح.
التحضيرات الرمضانية تعم أرجاء الدولة، وبدرجات مختلفة، ففي العاصمة وأحيائها المختلفة، تنتشر الأضواء والزينة في المساجد، إلى جانب أعمال التنظيف والصيانة الدورية لها. كما تشهد الأسواق نشاطاً متزايداً، حيث يشتري المواطنون المفارش والسبح والسجادات، بالإضافة إلى الملابس التقليدية والأكسسوارات الخاصة بالشهر الكريم.
وتعمل السيدات في المنازل على ترتيب المطبخ، وتوفير المواد الغذائية الخاصة بالإفطار، ما يعكس حرص العائلات على جعل موائدهم جاهزة لاستقبال رمضان.
يرتبط شهر رمضان في إثيوبيا بالبعد الروحي، الذي يحفز المسلمين على الانخراط في مجالس الذكر وقراءة القرآن الكريم وحفظه، وتحتل المساجد مكانة خاصة خلال هذا الشهر، إذ تُزين بالإضاءات الجميلة، وتستضيف دروساً دينية، وحلقات تلاوة تساعد في تعزيز الوعي الديني بين أفراد المجتمع. وتتحول المساجد إلى ملتقى للأصدقاء والأسر، حيث يتبادل الجميع التهاني والدعوات، ما يخلق أجواء من الوحدة والتآزر بين أفراد المجتمع، كما يختار العلماء والمفكرون في القرى الانعزال خلال رمضان، للتركيز على العبادة والذكر والدعاء، بينما يفضل عامة الناس حضور صلاة التراويح في المساجد، الأمر الذي يؤدي إلى امتلائها بالمصلين، حتى تمتد التجمعات إلى الشوارع في بعض الأحيان. ويظهر هذا التحول الاجتماعي روح المشاركة والتكافل التي تميز الشهر الفضيل في إثيوبيا.
تتسم موائد الإفطار في إثيوبيا بتنوعها وغناها، حيث يبدأ الإفطار عادة بتناول التمر والماء، ويلي ذلك طبق رئيس، يتكون غالباً من حساء ساخن مع الخبز وأطباق متنوعة، تشمل اللحوم والخضراوات، وتعد هذه الوجبات فرصة للتواصل الأسري والاجتماعي، حيث يجتمع الأقارب والأصدقاء لتبادل الطعام والفرح برمضان. كما يتم تحضير أطباق تقليدية، تشمل العصيدة والكسرة والإنجيرا والخبز الإثيوبي، مع مشروبات محلية من الشعير والحلبة والعسل، ما يضفي على المائدة نكهة مميزة، تعكس تنوع الثقافة الإثيوبية.