يخوض المنتخب الوطني الأول لكرة القدم منافسات كأس الخليج العربي (خليجي 26) التي تستضيفها الكويت بطموحات وأحلام كبيرة تقف خلفها الدعوات من أجل فتح صفحة جديدة مع البطولة ولتحقيق إنجاز جديد لـ «الأبيض» في مشاركته الخامسة والعشرين في البطولة العريقة.
ويدخل «الأبيض» خليجي 26 بطموح حصد اللقب الثالث في تاريخه والتتويج بالكأس الذي لم يحققه سوى مرتين فقط في خليجي 18 عام 2007 في الإمارات، وخليجي 21 عام 2013 في البحرين.
حيث ستكون الأنظار مسلطة على المنتخب الوطني في البطولة باعتباره من المرشحين للفوز باللقب بعد النتائج الجيدة التي حققها أخيراً في التصفيات الآسيوية المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2026 بعد الفوز في آخر مباراتين على قيرغيزستان وقطر.
ويستهل «الأبيض» مبارياته في «خليجي 26» أمام قطر بعدما أوقعته القرعة ضمن المجموعة الأولى التي تضم الكويت وقطر وعمان، ليستعيد ذكريات 52 عاماً عندما كانت أول مباراة يخوضها في كأس الخليج أمام المنتخب القطري.
وخلال 24 مشاركة لـ «الأبيض» في بطولة كأس الخليج العربي مر بمراحل صعود وهبوط، ولم يغب عن التواجد في البطولة سوى مرة واحدة في النسخة الأولى التي أقيمت عام 1970 في البحرين.
وبخلاف تذوق طعم الذهب مرتين، اعتلى الأبيض منصات التتويج في نسخ عدة عندما حل في المركز الثاني في نسخ أعوام 1986 و1988 و1994 و2017، وجاء في المركز الثالث في 5 نسخ أعوام 1972 و1974 و1982 و1998 و2014.
المشاركة الأولى
بعد الغياب عن التواجد في النسخة الأولى لكأس الخليج، جاءت مشاركة الأبيض في النسخة الثانية التي أقيمت بالمملكة العربية السعودية عام 1972، تحت قيادة المدرب المصري محمد صديق شحته، بجانب منتخبات السعودية والكويت وقطر، واستهل مبارياته في البطولة بمواجهة قطر.
والتي حملت طابعاً خاصاً، حيث كانت البطولة والمباراة أول مباراة رسمية يخوضها المنتخب الإماراتي في تاريخه بعد إعلان الاتحاد، وشهدت فوز الأبيض بهدف نظيف سجله سهيل سالم ليكتب اسمه في سجلات التاريخ كصاحب أول هدف إماراتي في كأس الخليج، وأنهى الأبيض مشاركته في تلك النسخة في المركز الثالث.
خليجي 9
توالت مشاركات الأبيض في كأس الخليج بعد التواجد الأول في نسخة عام 1972، وتراوحت نتائج الأبيض ما بين السادس والثالث، حيث كان يبحث عن نفسه في السنوات الأولى وخلال 5 نسخ متتالية، إلى أن جاءت نسخة خليجي 8 عام 1986 في البحرين واستهلها المنتخب بالتعادل مع العراق 2-2 بهدفي فهد خميس وعدنان الطلياني، إذ أقيمت البطولة بنظام المجموعة الواحدة، وأنهى البطولة وصيفاً لأول مرة في تاريخه، وتوج حينها فهد خميس بلقب هداف البطولة برصيد 6 أهداف.
وفي النسخة التالية «خليجي 9» في السعودية عام 1988، واصل الأبيض التحسن في النتائج وحل وصيفاً للمرة الثانية على التوالي بعد تتويج العراق باللقب برصيد 10 نقاط، وخلفه الإمارات بـ 8 نقاط، فيما حصل الإماراتي زهير بخيت على لقب هداف البطولة برصيد 4 أهداف.
اللقب الأول
بعد انتظار دام 35 عاماً منذ المشاركة الأولى عام 1972، حقق الأبيض اللقب الخليجي الأول في مسيرته عندما استضافت أبوظبي نسخة «خليجي 18» التي أقيمت في الفترة من 17 إلى 30 يناير عام 2007، في بطولة شهدت ملحمة كروية قدمها المنتخب الوطني بجيل رائع من اللاعبين تقدمهم إسماعيل مطر الذي ساهم بشكل كبير في إحراز اللقب.
وأقيمت البطولة حينها بمشاركة 8 منتخبات وجرت مبارياتها على ملعبي مدينة زايد الرياضية واستاد محمد بن زايد، الذي سمي بملعب الانتصارات بعدها تيمناً بالانتصارات التي حققها الأبيض خلال المباريات التي لعبها في البطولة على الملعب، حيث لعب «الأبيض» ضمن المجموعة الأولى بجانب منتخبات عمان والكويت واليمن، بينما ضمت المجموعة الثانية السعودية والعراق وقطر والبحرين.
ورغم البداية المخيبة والمتعثرة للأبيض في البطولة عندما خسر أولى مبارياته أمام عمان 1-2، إلا أن منتخب الإمارات استعاد توازنه بالفوز على اليمن 2-1 في المباراة الثانية، وحقق الفوز في المباراة الثالثة في الدور الأول على الكويت 3-2 ليصعد إلى نصف النهائي وصيفاً للمجموعة برصيد 6 نقاط خلف المنتخب العماني.
وفي نصف النهائي قدم رجال «الأبيض» مباراة رائعة أمام المنتخب السعودي، حسمها إسماعيل مطر بهدف في الوقت المحتسب بدلاً من الضائع، قبل أن يلتقي المنتخب في النهائي مع عمان مجدداً وحقق الفوز بهدف مطر الذي أهدى اللقب الأول للأبيض.
خليجي 21
بعد 6 سنوات عاد منتخب الإمارات ليتوج بلقبه الثاني في كأس الخليج في البطولة التي استضافتها البحرين عام 2013، حيث خاض الأبيض البطولة تحت قيادة المدرب الوطني مهدي علي، وتصدر المنتخب مجموعته بالعلامة الكاملة عندما فاز في 3 مباريات بالمجموعات على حساب قطر والبحرين وعمان، وتخطى الكويت بهدف نظيف في نصف النهائي.
وفي المباراة النهائية على ملعب مدينة الشيخ خليفة الرياضية بالعاصمة البحرينية المنامة، واجه منتخب الإمارات نظيره العراقي، ونجح رجال الأبيض في التقدم بهدف عمر عبد الرحمن، وتعادل يونس محمود للعراق قبل 9 دقائق من النهاية، لتمتد المباراة لوقت إضافي، تمكن خلاله إسماعيل الحمادي من تسجيل الهدف الثاني ليمنح الأبيض لقبه الثاني.
مدربون
قاد منتخب الإمارات خلال مشاركاته الـ 24 في كأس الخليج العديد من المدربين من مدارس كروية مختلفة، أبرزهم الفرنسي الراحل برونو ميتسو الذي قاد الأبيض للقبه الأول، والمدرب الوطني مهدي علي الذي حقق اللقب الثاني.
بينما كان أول مدرب للإمارات هو المصري محمد صديق شحته في عام 1972 حين استعاره اتحاد كرة القدم وقتها من النادي الأهلي لتدريب الأبيض، فيما كان آخر مدرب في النسخة الماضية عام 2023 في العراق المدرب الأرجنتيني رودولفو أروابارينا.
وخلال تلك السنوات الطويلة برزت أسماء عدة مثل الإنجليزي دون ريفي، والإيراني حشمت مهاجراني الذي قاد الأبيض في نسختين خليجيتين الأولى في خليجي 6 في الإمارات عام 1982 ثم خليجي 7 في عمان عام 1984.
وفي نسختي عامي 1986 و1988 في البحرين والسعودية شاركت الإمارات تحت قيادة لاتينية مع البرازيلي كارلوس البرتو.
وحضرت المدرسة الأوروبية في قيادة الأبيض في كأس الخليج مع البولندي بلاوت كارلوس في خليجي 10 والأوكراني فاليري لوبانوفسكي في خليجي 11 والبولندي توني بتشنيك في خليجي 12، والكرواتي توميسلاف إيفتش في خليجي 13 والبرتغالي كارلوس كيروش في خليجي 14، بينما قاد الأبيض في خليجي 15 الهولندي جو بونفرير، والإنجليزي روي هودجسون في خليجي 16.
كما قاد الإمارات في كأس الخليج في النسخ الأخيرة الإيطالي البرتو زاكيروني والهولندي بيرت فان مارفيك والأرجنتيني رودولفو أروابارينا، فيما سيقود الأبيض في «خليجي 26» البرتغالي باولو بينتو الذي يظهر للمرة الأولى في كأس الخليج.
الهداف التاريخي
يحمل علي مبخوت لقب الهداف التاريخي لمنتخب الإمارات في بطولات كأس الخليج العربي على مدار مشاركاته الـ 24 السابقة، حيث سجل علي مبخوت 13 هدفاً في البطولة مع الأبيض حل بها في المركز السادس في قائمة الهدافين التاريخيين للبطولة مع القطري منصور مفتاح، فيما غاب مبخوت عن قائمة المنتخب في النسخة الأخيرة في العراق.
مشاركات الأبيض
عدد المشاركات 24
عدد المباريات 114
فوز 41
تعادل 29
خسارة 41
سجل 119
استقبل 139
بطل 2007 و2013
وصيف 1986، 1988، 1994، 2018
مركز ثالث 1972، 1974، 1982، 1998، 2014