تعرف الكرة الهولندية بـ«الكرة الشاملة» وارتبط هذا الأسلوب ارتباطاً وثيقاً بأيقونة منتخب «الطواحين» الراحل يوهان كرويف، صاحب الإنجازات العديدة مع أياكس والمنتخب الهولندي وفريق برشلونة الإسباني، وأحد أبرز من لمسوا الكرة في التاريخ، ولكن لم يكن كرويف هو من ابتكر أسلوب لعب الكرة الشاملة، حيث يرجع الفضل في تسليط الضوء على هذا الأسلوب إلى المدرب البريطاني جاك رينولدز الذي درب أياكس أمستردام في مواسم 1915 ـ 1925، 1928 ـ 1940، 1945 ـ 1947، ثم جاء رينوس ميشيل، الذي تدرّب تحت يدي رينولدز، أصبح مدرباً لأياكس أمستردام أيضاً، وطوّر هذا الأسلوب الذي أصبح يعرف بالكرة الشاملة حالياً.
فاستخدمه في تدريبات أياكس أمستردام والمنتخب الهولندي الذي قاده للمركز الثاني في بطولة كأس العالم 1974 ثم للقب كأس أمم أوروبا (يورو 1988)، والذي لا يزال هو اللقب الوحيد في تاريخ المنتخب الهولندي العريق بالبطولات الكبيرة، وقام المدرب ستيفن كوفاكس في تحسين هذا الأسلوب بعد انتقال ميشيل لفريق برشلونة الإسباني.
ولكن مهندس «الكرة الشاملة»، والذي منح هذا الأسلوب شهرة عالمية طاغية من خلال تنفيذه لطريقة اللعب عبر موهبة قلما تجود الملاعب بمثلها، كان هو يوهان كرويف نجم مونديال 1974 في ألمانيا الغربية.
ويعتمد أسلوب الكرة الشاملة على الضغط الكبير في الدفاع، وبناء الهجوم من الخلف وأنه لا يوجد مركز ثابت للاعب في الملعب باستثناء حارس المرمى، وأي لاعب يستطيع أن يتحوّل بنجاح إلى مهاجم أو لاعب وسط أو حتى مدافع، وإذا غير أحد اللاعبين مركزه، يتم تغطية مركزه السابق من قبل أحد زملائه في الفريق.
وبهذه الطريقة يتم الحفاظ على نفس الهيكل التشكيلي المرسوم من قبل المدرب.
ومن خلال المهارة الفائقة والسرعة وسرعة البديهة والقدرة على المراوغة، نجح كرويف ورفاقه في بلورة هذا الأسلوب لإبهار العالم خلال مونديال 1974 بألمانيا الغربية، ليصبح كرويف هو الملك غير المتوج في هذه النسخة من المونديال بعدما خسر الفريق في النهائي 1 ـ 2 أمام أصحاب الأرض.
وإلى جانب تألقه مع منتخب هولندا في المونديال، حيث قدم الفريق عروضاً مذهلة وحقق انتصارات مدوية أبرزها على الأرجنتين والبرازيل، كان لكرويف سجل حافل بالإنجازات كلاعب مع كل من أياكس وبرشلونة من خلال الفوز مع كليهما بالعديد من الألقاب محلياً وأوروبياً ما أسهم في فوزه بجائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم 3 مرات.
وواصل الراحل كرويف كتابة التاريخ كمدرب مع نفس الفريقين وقادهما أيضاً للعديد من الإنجازات معتمداً على الأسلوب نفسه «الكرة الشاملة».