أكد غانم مبارك الهاجري مدير عام الهيئة العامة للرياضة أن الاستراتيجية الوطنية للرياضة في الإمارات 2031 حددت بوضوح اختصاصات ودور جميع القطاعات والجهات المعنية من أجل النهوض بالرياضة الإماراتية، وكذلك خلق قاعدة سليمة لتطوير القطاع الرياضي على مستوى الاقتصاد والصحة والتعليم.
وقال خلال أعمال منتدى صناعة الرياضة في أبوظبي 2024 إن الاستراتيجية التي أطلقت العام الماضي من شأنها وضع الرياضة الإماراتية على الطريق الصحيح وتعزيز المكتسبات التي تحققت على مدار سنوات طويلة، وأنه تم الانتهاء مما يقارب نسبة 95% من المرحلة الأولى من الاستراتيجية التي ترتكز على 3 مراحل حتى عام 2031.
وذلك من أجل قيادة المنظومة الرياضية إلى مستويات جديدة من التطوير، وتعزيز أهداف تنمية المواهب والمشاركة المجتمعية في الرياضة.وانطلقت أعمال المنتدى الذي يقام في نسخته الثانية، أمس، على مدار يومين، بجامعة نيويورك في أبوظبي، بمشاركة نخبة من القيادات الرياضية والمجتمعية وخبراء صناعة الرياضة العالمية.
واستعرضت الجلسة الافتتاحية للمنتدى آخر مستجدات الاستراتيجية الوطنية لرياضة الإمارات 2031، التي تتضمن 17 مشروعاً، إذ من أبرز أهدافها زيادة قاعدة الممارسين للرياضة بمختلف شرائح المجتمع إلى 75%.
إضافة إلى زيادة عدد الرياضيين المتأهلين والمشاركين في دورات الألعاب الأولمبية إلى 30 رياضياً ورياضية بحلول أولمبياد 2032، ومن ثم الانتقال إلى مرحلة المنافسة على الميداليات، فضلاً عن زيادة نسبة مساهمة الرياضة في الناتج الإجمالي المحلي غير النفطي للدولة إلى 0.50%، بعدما بلغت نسبة 0.06% في عام 2018.
وقال الهاجري: «نسعى إلى نشر ثقافة الرياضة بين جميع الشركاء والقطاعات الاستراتيجية والمرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالرياضة مثل القطاعات الاقتصادية والصحية والتعليمية ومعرفة أين نقف بالتحديد من أجل تحقيق التطور المنشود».
وأضاف: «هناك العديد من الإنجازات الرياضية التي تحققت، والفترة المقبلة ستشهد إعلاناً مهماً لمستقبل رياضة الإمارات يضاف إلى الجهود الحالية وفقاً للاستراتيجية الوطنية.
والتي وضعت قاعدة سليمة للنهوض بالرياضة، إلى جانب صدور قانون الرياضة واللائحة التنفيذية وتكوين لجنة النخبة، وتحديد الاتحادات الرياضية ذات الأولوية والتي بدأت بـ 5 اتحادات ونهدف إلى رفع العدد إلى 15 اتحاداً».
وأشار إلى أن الهيئة تعمل بمنهجية وبرؤية واضحة، وبدأت بالفعل في تقييم وتحليل المشاركة الإماراتية في دورة الألعاب الأولمبية التي أقيمت الصيف الماضي في باريس بناءً على تقارير الاتحادات الرياضية، وأنه تم الاطلاع على تلك التقارير والأرقام الواردة بها لدراستها من أجل المستقبل.
وأوضح أن الأحداث الرياضية والفعاليات العالمية التي تستضيفها الإمارات، ومشاركة القطاع الخاص تشكل عائداً مباشراً لتعزيز الجانب الاقتصادي في القطاع الرياضي وهو أحد أهدافنا، خصوصاً وأن الرياضة صناعة واستثمار يدر عائدات هائلة في الوقت الحالي.
مجتمع رياضي
من جهته، شدد الدكتور أحمد الخزرجي المدير العام لمركز أبوظبي للصحة العامة على أهمية زيادة قاعدة الممارسين للرياضة بين مختلف شرائح المجتمع وانعكاساتها الإيجابية على الصحة العامة، وتعزيز وعي المجتمع بضرورة إجراء فحوصات دورية شاملة، مشيراً إلى أن السمنة تعد واحدة من أبرز التحديات حالياً ودورها السلبي في الابتعاد عن ممارسة الرياضة.
وقال: «نحرص على تبني أحدث التطورات التكنولوجية لمعالجة السمنة ورفع مستوى الرفاهية العامة، من خلال رفع النشاط البدني والوعي بأهمية الرياضة لتعزيز نمط حياة صحي لأفراد المجتمع، مع المساعي المتواصلة لإطلاق مبادرات تعزز من اتباع أسلوب حياة صحي».
بدوره، أكد محمد هلال البلوشي المدير التنفيذي لقطاع المشاركة المجتمعية والرياضة في دائرة تنمية المجتمع – أبوظبي أن الدائرة تعمل مع العديد من الجهات لزيادة مشاركة المجتمع في الرياضة والبدء من الصغر في اتباع نمط حياة صحي ورياضي.
مما يعزز من أهداف التنمية المجتمعية، لافتاً إلى أن المنتدى يتيح الفرصة لتبادل الأفكار والآراء ومناقشة أفضل الممارسة ووضع رؤى مستقبلية تسهم في تطوير هذا القطاع الرياضي المجتمعي.
ثقافة الرياضة
من جانبه، قال أحمد الحوسني المدير التنفيذي لقطاع التخطيط الاستراتيجي والتميز المؤسسي بمجلس أبوظبي الرياضي إن المجلس يقوم بجهود كبيرة لترسيخ ونشر ثقافة ممارسة الرياضة في المجتمع، وينظم سلسلة من الفعاليات الرياضية على مستوى أبوظبي، حيث يحث أفراد المجتمع على المشاركة في مختلف الألعاب الرياضية، ويدعم الموهوبين وأصحاب المهارات لتنمية قدراتهم الرياضية.
وأضاف: «أبوظبي تعد عاصمة للرياضة العالمية، وتستضيف كبرى البطولات والأحداث الرياضية والمجتمعية مما يوفر الكثير من الفرص الإيجابية لتشجيع فئات المجتمع كافة على ممارسة الأنشطة الرياضية ورفع مستوى اللياقة البدنية وجعل الرياضة أسلوب حياة».
وتتواصل جلسات المنتدى، اليوم الخميس، ولليوم الثاني على التوالي، إذ يسلط الضوء على أبرز التجارب والتحديات التي تواجه صناعة الرياضة، حيث يفتتح اليوم الثاني بجلسة يتحدث فيها ريتش جوثام رئيس نادي بوسطن سيلتيكس الأمريكي لكرة السلة، والذي يستعرض تجربته مع عالم الرياضة.