أكد عبدالخالق مسعود، الرئيس السابق للاتحاد العراقي لكرة القدم، أن بطولة كأس الخليج بمثابة كأس عالم مصغرة لأهل المنطقة وسط ما تشهده من زخم إعلامي كبير، لكنها افتقدت طعمها السابق بسبب رحيل أو ابتعاد عدد من الشخصيات التي كانت لها بصمة تاريخية في نشأتها، ولكن تظل المنافسة فيها قوية.
وكشف مسعود الذي تولى رئاسة الاتحاد العراقي من 2014 حتى استقالته في يناير 2020، في حوار مع «البيان» أن المنتخب العراقي من أقوى المنتخبات الخليجية، وهو في أفضل حالاته حالياً، وسيذهب إلى الكويت للدفاع عن لقبه الذي حققه في النسخة السابقة التي أقيمت في البصرة، لأنه يمتلك كل مقومات الفوز، مشيراً إلى أن المنافسة على لقب بطولة كأس الخليج 26 لكرة القدم «خليجي 26»، المقررة بين 21 ديسمبر و3 يناير المقبل، ستكون على أشدها في ظل المستويات القوية التي أظهرتها بعض المنتخبات الخليجية في تصفيات كأس العالم 2026، خاصة أن الفرصة متاحة أمامها للدفع بفرقها الأولى، متمنياً للكويت تحقيق استضافة ناجحة.
وقال: مستوى أسود الرافدين في تصاعد، وأعتقد أنه أمام فرصة تاريخية لتحقيق اللقب الخامس في تاريخه، والجمهور العراقي العاشق كثيراً لكرة القدم ما زال متعطشاً للألقاب، لدينا حظوظ وافرة للفوز مرة أخرى، لكن التنافس سيكون شديداً مع منتخبات السعودية وقطر والإمارات والبحرين، وأيضاً المنتخب الكويتي المستضيف للبطولة.
وأوضح عبدالخالق مسعود أن «خليجي 26» سيشكل فرصة ذهبية للمنتخب السعودي لإعادة ترتيب صفوفه بعد المستويات التي أظهرها في تصفيات كأس العالم التي كانت خيبة أمل لجماهيره، وأيضاً لجماهير الكرة الخليجية، باعتبار أن «الأخضر» من أكثر المنتخبات العربية وصولاً إلى كأس العالم، وأضاف: المنتخب السعودي يمرض، لكن لا يموت، وأنا أثق تماماً في العودة بقوة من بوابة البطولة الخليجية.
وأعرب مسعود عن ثقته في تحقيق الكويت استضافة ناجحة ومثالية، مشيراً إلى أن الحضور الجماهيري الكبير المتوقع سيكون علامة فارقة، نظراً لأن النسخة الحالية ستشهد أكثر من منتخب مرشح للفوز باللقب.
ذكريات
وتحدث مسعود عن ذكرياته الجميلة مع البطولة على مدار السنوات الماضية، مشيراً إلى أنها تشكل محفلاً خليجياً لا مثيل له، وأنه يتوجب الحفاظ عليها لأنها ذاكرة الأجيال وشهدت ميلاد العديد من نجوم الكرة الخليجية، وقال: لدي العديد من الذكريات الجميلة في البطولة، خصوصاً مع المغفور له الشيخ عيسى بن راشد آل خليفة، الذي تميز بحضور دائم، وهو أيقونة البطولة، والشيخ أحمد الفهد.
وحول قدرة منتخب «أسود الرافدين» على تحقيق حلم الصعود إلى كأس العالم 2026 بعد مشاركته التاريخية في مونديال المكسيك 1986، قال : «المنتخب العراقي يسير بثبات لتحقيق هذا الحلم الذي ننتظره منذ 4 عقود، خاصة بعد تخصيص 8 مقاعد مباشرة لآسيا. وأضاف: بعد زيادة عدد المنتخبات إلى 48 منتخباً، ستكون هناك فرصة جيدة للعراق، إذا لم ننجح في التأهل سنقرأ السلام على الكرة العراقية.
وأضاف إن ما يميز الكرة العراقية هو القاعدة الجماهيرية الكبيرة التي طالما شكلت دافعاً لأسود الرافدين للتألق خليجياً وآسيوياً، مشيراً إلى أن المباراة الودية لمنتخب العراق تستقطب أكثر من 65 ألف مشجع، وهي ميزة لا تتوافر للعديد من المنتخبات العربية.
وأوضح مسعود أن النظام الجديد للمسابقات الآسيوية سيمنح فرصة للأندية العراقية للمنافسة على لقب الأبطال بشرط استقطاب لاعبين محترفين على مستوى عالٍ.
وعن رأيه في مستوى الكرة الخليجية، أكد مسعود أن تنظيم قطر لمونديال 2022 أسهم في تغيير النظرة إلى الكرة الخليجية، حيث نجحت في استضافة واحدة من أنجح البطولات في تاريخ «فيفا» ، وقال: يجب أن يفخر كل عربي بما حققته قطر في مونديال 2022 على مستوى التنظيم، ونحن متفائلون أن تحقق السعودية نسخة استثنائية في مونديال 2034، كل هذه الأحداث الرياضية ستغير كرة القدم في المنطقة إلى الأفضل، ونحن في الدول الخليجية يجب أن نستثمر هذه العوامل للارتقاء بكرتنا إلى مستويات أعلى.
وعن إمكانية عودته للإدارة الرياضية مرة أخرى بعد مغادرته رئاسة الاتحاد العراقي قبل 5 سنوات، قال مسعود: قضيت 20 عاماً في الإدارة الرياضية ، حالياً ليس لدي أي رغبة للعودة. وكشف مسعود أن رفضه إقالة المدرب السلوفيني كاتانيتش بعد كأس آسيا 2019 في الإمارات من أفضل القرارات التي اتخذها زمن رئاسته للاتحاد، حيث نجح هذا المدرب في إعادة المنتخب إلى مساره الصحيح قبل أن تقرر اللجنة التي أدارت الاتحاد مؤقتاً إقالته فيما بعد.