تؤدي رياضة الغولف دوراً مهماً في دعم السياحة الرياضية في الإمارات، التي تعد واحدة من أفضل الوجهات العالمية المثالية لمجتمع الغولف، لامتلاكها أرقى الملاعب واستضافتها 11 بطولة عالمية سنوياً، كما تستقطب «سياحة الغولف» أكثر من 80 ألف زائر سنوياً بفضل البنية التحتية والفنادق الأكثر جودة في العالم.
وتبلغ قيمة مساهمة الغولف اقتصادياً محلياً بنحو 1.3 مليار دولار سنوياً، وسط تقديرات تشير إلى أن سوق سياحة الغولف العالمي وصل إلى 25.34 مليار دولار في عام 2024، ومن المتوقع أن ينمو بمعدل نمو سنوي مركب يبلغ 9.1% خلال الفترة من 2025 إلى 2030، بفضل تزايد الاهتمام بسياحة الغولف، وهي فرصة ستعزز مكانة الإمارات وجهة مفضلة عالمياً لمحبي هذه الرياضة بفضل منشآتها المتميزة ومناخها الملائم.
وأكد الشيخ فاهم بن سلطان القاسمي، رئيس اتحاد الإمارات للغولف، أن رؤى قيادتنا الرشيدة جعلت دولة الإمارات منصة عالمية لاستضافة كبرى الأحداث العالمية بشكل عام، والرياضية على وجه التحديد.
وقال: تعد استضافة وتنظيم البطولات العالمية للغولف مكسباً كبيراً يعزز مكانة الدولة عالمياً ويعكس ريادتها في دعم القطاع الرياضي، وباتت الاستضافات الناجحة علامة مسجلة باسم الإمارات.
وأوضح رئيس اتحاد الإمارات للغولف أن الحرص دائماً على استضافة أكبر الأحداث العالمية مدعوم بامتلاك الإمارات أرقى الملاعب في العالم والبنية التحتية المتميزة، وقال: «نجحنا في استقطاب أفضل اللاعبين وأساطير الغولف بالعالم، كما نحرص على تحقيق النجاح المعهود في كل استضافة، حتى نصنع من كل حدث نسخة استثنائية».
وأشار الشيخ فاهم بن سلطان القاسمي إلى أن تنظيم كبرى البطولات حول العالم يطال الترويج الإعلامي والسياحي للدولة وللغولف الإماراتي، ويسلط الضوء على المنشآت العملاقة والبنية التحتية والمرافق الرياضية والسياحية والخدمية المتميزة والملاعب العالمية، بما يسهم في إثراء المشهد الرياضي المزدهر في دولتنا كوجهة أولى على صعيد الغولف العالمي.
وصرح الشيخ فاهم بن سلطان القاسمي أن كل هذه المقومات التي جعلت الإمارات وجهة عالمية للغولف تحفز الاتحاد لبذل المزيد من الجهود من أجل نشر اللعبة وتوسيع قاعدة ممارسيها من مختلف الفئات العمرية والجنسيات في الإمارات، مشيراً إلى أنه من بين البرامج التي أطلقها الاتحاد برنامج «صقور المستقبل».
ونوه رئيس اتحاد الإمارات للغولف بأنه بفضل البنية التحتية وانتشار ملاعب الغولف في مناطق عدة بالدولة، ارتفع عدد ممارسي رياضة الغولف من مختلف الفئات العمرية والجنسيات.
موضحاً أن الاتحاد يعمل حالياً على تأهيل لاعبين للمشاركة في دورة الألعاب الأولمبية 2028 في لوس أنجلوس بالولايات المتحدة الأمريكية.
تطور قياسي
من جهته أكد اللواء طيار «م» عبدالله السيد الهاشمي، نائب رئيس اتحاد الغولف، أن هذه الرياضة تشهد تطوراً قياسياً في السنوات الأخيرة بفضل الإقبال المتزايد على ممارستها من جنسيات عدة تقيم في الدولة.
وقال: «نحاول استثمار هذا الإقبال المتزايد، وقمنا بوضع سياسات لتطوير اللعبة وأهداف قصيرة ومتوسطة وبعيدة المدى، والاستفادة من البنية التحتية المتميزة والجاذبة، خاصة أننا نمتلك أفضل الملاعب في العالم».
وكشف الهاشمي أن الأثر الاقتصادي لرياضة الغولف في الإمارات يقدر بـ1.3 مليار دولار سنوياً، وأن سياحة الغولف تجذب أكثر من 80 ألف زائر سنوياً، وهو ما يبرز الدور المهم الذي تؤديه رياضة الغولف في دعم السياحة الرياضية.
مشيراً إلى أن هناك أكثر من 20 ألف لاعب مقيم في الإمارات، إضافة إلى أن هناك العديد من اللاعبين المحترفين الذين حصلوا على الإقامة الذهبية بدافع الاستقرار في الدولة للتدريب والاستعداد للبطولات، وقال:
«تستضيف الإمارات 11 بطولة عالمية سنوياً، وهي الدولة الوحيدة بعد الولايات المتحدة الأمريكية التي تضم هذا العدد الكبير من البطولات الكبرى للمحترفين، إضافة إلى 57 بطولة محلية ودولية للهواة خلال الموسم الرياضي الممتد على مدار 6 أشهر، ما عزز مكانة الإمارات لتتحول إلى وجهة عالمية للغولف.
وهو ما يفرض علينا في الاتحاد تغيير خطتنا في المستقبل للوصول إلى العالمية، إلى جانب مستوى السمعة التي أصبحت تحظى بها الدولة في هذه الرياضة من خلال رفع مستوى منتخباتنا الوطنية».
وأكد الهاشمي أن اختيار اللاعب العالمي أدريان أوتايغوي لتمثيل الإمارات كلاعب غولف محترف في كل الجولات الاحترافية حول العالم يأتي في هذا الإطار، مشيراً إلى أن أوتايغوي الذي بدأ مسيرته في الإمارات يعكس التطور الذي تحققه رياضة الغولف في الدولة.
مقومات عالمية
وصرح أوتايغوي أن الغولف يعتبر أحد أبرز مكونات السياحة الرياضية في الإمارات، حيث يستقطب الآلاف من اللاعبين والزوار من خارج الدولة، مشيراً إلى أن الطقس المعتدل الذي تتميز به الإمارات، خاصة في فصل الشتاء، مقارنة بالعديد من الدول الأخرى يجعلها في مقدمة الوجهات العالمية.
وقال: «لقد تطورت رياضة الغولف عبر السنوات، واليوم يوجد في الإمارات التي يعيش فيها أكثر من 200 جنسية، آلاف اللاعبين، كما تستقطب البطولات التي تقام هنا أبرز اللاعبين في العالم، نظراً للتنظيم الرائع والبنية التحتية المثالية».
وتتركز ملاعب الغولف بين دبي وأبوظبي ورأس الخيمة، حيث تستقطب دبي سنوياً أفضل لاعبي الغولف من خلال استضافة بطولة موانئ دبي العالمية للغولف والجولة الختامية لـ«السباق إلى دبي».
وتجذب منافساتها سنوياً 50 من أشهر نجوم اللعبة حول العالم، يصل مجموع جوائزها إلى 9 ملايين دولار، ويتوافد أكثر من 60 ألفاً من عشاق الغولف إلى موقع البطولة كل عام لمشاهدة أفضل لاعبي العالم وهم يتنافسون على لقب «السباق إلى دبي».
ملاعب متنوعة
تضم دبي 12 ملعباً للغولف تناسب جميع المستويات، وبالتالي يمكن لهواة الغولف ممارسة اللعبة، حيث يلعب المحترفون، كما تضم ثلاثة ملاعب أدرجت ضمن قائمة أفضل 100 ملعب غولف في العالم، مثل مضمار المجلس في نادي الإمارات للغولف، الذي يحتضن منافسات بطولة دبي ديزرت كلاسيك.
كما تم اختيار الحفرة الثامنة عشرة في نادي خور دبي للغولف واليخوت في 2020 ضمن أفضل 10 حفر بملاعب الغولف حول العالم وواحدة من أروع حفر الغولف بمنطقة الشرق الأوسط، وتقدم أندية الغولف في دبي الكثير من الخيارات وأفضل الخدمات للاعبين، ما يجعل ممارسة الغولف في دبي تجربة مميزة للغاية.
«عقارات جميرا»
من أبرز ملاعب الغولف التي تشتهر بها دبي ملعب «عقارات جميرا للغولف» الواقع في أرقى المجمعات السكنية في الإمارة، ويستضيف هذا الملعب أبرز البطولات العالمية التي تحظى بشهرة واسعة حول العالم.
صمم الملعب بطل الغولف الشهير جريغ نورمان، ويتميز بمعالمه الخلابة التي تجسد عناصر الطبيعة، إذ تم تقسيم الملعب إلى جزأين، هما ملعب التراب، وملعب النار، اللذان يتألفان من 18 حفرة، ويعدان من أصعب ملاعب الغولف على مستوى العالم، إلا أنهما يقدمان تجربة ممتعة مليئة بالتشويق والتحديات لعشاق الغولف.
يعكس ملعب «فاير» ظروف البيئة الصحراوية بما يشبه ملعب الغولف في سكوتسديل بولاية أريزونا الأمريكية، وفي الجهة المقابلة، يعكس ملعب «إيرث» الذي يستضيف بطولة «موانئ دبي العالمية للغولف»، وبطولة «السباق إلى دبي»، التي تجمع أشهر لاعبي العالم، الطبيعة الخضراء.
نادي الإمارات
يعد نادي الإمارات للغولف الواقع في تلال الإمارات من أبرز أندية الغولف في منطقة الشرق الأوسط، ويستضيف العديد من البطولات، أبرزها بطولة «أوميغا دبي ديزرت كلاسيك»، وبطولة أوميغا دبي ليديز كلاسيك للغولف في إطار الجولة الأوروبية للغولف.
ويقدم نادي إلس للغولف في مدينة دبي الرياضية تجربة فريدة من نوعها لزواره، ويتألف ملعب إلس للغولف من 18 حفرة، صممه لاعب الغولف الأسطوري، إيرني إلس، عام 2008، استمد المصمم إلهامه من ملاعب الغولف الرملية القريبة من شاطئ البحر في المملكة المتحدة.
وبدوره أضاف بعض المزايا الكلاسيكية البريطانية على المناظر الطبيعية الصحراوية لتصميم ملعب فريد من نوعه.
ويتمتع هذا الملعب بخصائص عدة تتميز بها الملاعب المفضلة لدى «إيرني إلس» حول العالم، بينها العوائق الرملية في نادي الغولف «رويال ملبورن»، والطبيعة الخضراء في ملعب «بينيهرست» رقم 2 الأمريكي الشهير عالمياً، إضافة إلى الممرات المتموجة والعريضة.
شاطئ السعديات
وتضم أبوظبي العديد من ملاعب الغولف الرائعة الممتدة على ضفاف الخليج العربي بأفقه الساحر، على أراضٍ كانت تغطيها رمال الصحراء.
يعد نادي شاطئ السعديات للغولف الذي صممه غاري بلاير، أحد أساطير الغولف، أول ملعب في المنطقة ويمتد بمحاذاة الشاطئ، ويعتبر تحفة فنية تعكس الجمال الطبيعي لشواطئ جزيرة السعديات الرملية البيضاء المذهلة، وتوفر لعشاق الغولف تجربة لعب منقطعة النظير.
ويستخدم الملعب بحيرات المياه المالحة الموجودة والكثبان الشاطئية في تصميمه عالي الجودة. تم تصميم هذه الدورة لتحدي كل من المحترفين والهواة من خلال المخابئ الكبيرة ومواقع الانطلاق المتعددة لتقديم مجموعة متنوعة من مسافات الدورة.
وتستضيف أبوظبي أشهر بطولات الغولف العالمية، مثل بطولة أبوظبي إتش إس بي سي، إحدى بطولتي التصفيات الختامية لجولة دي بي ورلد للغولف، التي تقام على ملعب ياس لينكس البطولة أجواء رائعة.
وتعتبر واحدة من بطولات نخبة سلسلة «رولكس» ضمن موسم «السباق إلى دبي» للغولف، تستقطب هذه البطولة أفضل اللاعبين في العالم وتوفر برنامجاً كاملاً من الأحداث لجميع أفراد الأسرة، بما في ذلك الأنشطة المخصصة للأطفال، والشاشات العملاقة لتحسين تجربة المشاهدة، وغيرها من الأنشطة الجذابة، كالحفلات الموسيقية.