تحوّل العداء الشهير بين محمد علي كلاي وجورج فورمان إلى صداقة عميقة ومؤثرة، حيث بدأت علاقتهما كمنافسين شرسين في حلبة الملاكمة قبل أن تتحول إلى رابطة إنسانية قوية.
وعقب وفاة فورمان عن عمر يناهز 76 عامًا، كشفت رشيدة، ابنة محمد علي، عن تفاصيل العلاقة الوثيقة التي جمعت الرجلين، والتي تجاوزت حدود المنافسة الرياضية.
وأرسلت رشيدة رسالة تعزية إلى جورج فورمان الابن، نجل البطل العالمي السابق، قائلة: "يرجى العلم أننا هنا من أجلك، ونرسل الكثير من الحب والدعم".
وأضافت في رسالتها: "والدك يتدرب مع والدي في الجنة"، في إشارة إلى العلاقة التي جمعت الرجلين بعد سنوات من المنافسة.
وكانت المواجهة بين علي وفورمان في زائير عام 1974 واحدة من أكثر اللحظات إثارة في تاريخ الملاكمة، حيث فاجأ علي العالم بإسقاط فورمان أرضًا في الجولة الثامنة. وعلى الرغم من التوتر الذي سبق النزال، تحولت العلاقة بينهما إلى صداقة حميمة مع مرور الوقت.
وقالت رشيدة: "لقد أصبح هو ووالدي صديقين جيدين حقًا".
وأضافت أن فورمان حضر حفل تأبين علي وجنازته عام 2016، مما يؤكد عمق العلاقة بينهما.
وكانت بداية العلاقة بينهما متوترة، حيث سخر علي من فورمان قبل النزال، واصفًا إياه بـ"المومياء"، بينما كان فورمان واثقًا من انتصاره. لكن بعد النزال، تغيرت الأمور، وبدأت صداقة غير متوقعة تتشكل. وبعد ثلاث سنوات من المواجهة، اعتزل فورمان الملاكمة عام 1977، مؤكدا أن ذلك جاء بعد تجربة روحية عميقة.
وفي عام 1979، أجرى علي وفورمان محادثة هاتفية مسجلة، تحدث فيها فورمان عن رؤية روحية حث فيها علي على التوقف عن الملاكمة. وعلى الرغم من ذلك، عاد فورمان إلى الملاكمة بعد عقد من الزمن، ليصبح أكبر بطل للوزن الثقيل في التاريخ عام 1994.
وفي عام 2014، كشف فورمان عن رسالة تهنئة تلقاها من علي بعد فوزه باللقب العالمي، قائلاً: "من كان ليصدق أن محمد علي، الذي أطلق عليّ لقب 'المومياء'، سيهنئني بعد كل هذه السنوات؟".
كما شارك فورمان في احتفالات عيد ميلاد علي السبعين عام 2012، حيث كان الحفل يهدف إلى جمع التبرعات لمكافحة مرض باركنسون الذي عانى منه علي. وقالت رشيدة: "لقد كانا دائمًا يدعمان بعضهما البعض في مساعيهما".
وفي ديسمبر الماضي، اجتمعت بنات علي مع بعض أبناء فورمان في هيوستن للاحتفال بالذكرى الخمسين لفيلم "الصراع في الغابة". ووصفت رشيدة اللقاء بأنه "احتفال بالنسب والإرث والحب بين والدي وجورج فورمان".
وقال جورج فورمان الابن عن اللقاء: "كان الأمر أشبه بلقاء عائلي مع أبناء عمومة فقدناهم منذ زمن طويل".
وأضافت رشيدة أنها شكرت فورمان خلال زيارتها الأخيرة له على "الأوقات الرائعة التي قضاها مع والدي وعلى صداقته أيضًا".
هكذا تحولت قصة العداء بين عملاقي الملاكمة إلى قصة إنسانية ملهمة، تثبت أن الصداقة يمكن أن تنشأ حتى من أشرس المنافسات.