دبي محور استراتيجي في صناعة الألعاب والرياضات الرقمية في المنطقة

أكدت منى الفلاسي، مدير إدارة استراتيجية الرياضة الإلكترونية أن قطاع الألعاب والرياضات الرقمية يشهد تحولاً جذرياً على مستوى العالم، حيث أصبح من أبرز محركات الاقتصاد الرقمي والإبداعي بفضل التطورات التكنولوجية المتسارعة، واتساع قاعدة المهتمين والمستثمرين في هذا المجال.

وأشارت الفلاسي إلى أن دبي تبرز كمحور استراتيجي في صناعة الألعاب والرياضات الرقمية في المنطقة، مستفيدة من بنيتها التحتية المتقدمة، وتبنيها للتقنيات الحديثة، إلى جانب موقعها الجغرافي الحيوي، حيث كشف تقرير أصدرته منصة "ستاتيستا إنسايتس" العالمية المتخصصة في البيانات عن نمو ملحوظ في سوق الألعاب الإلكترونية على مستوى دولة الإمارات، مع توقعات بزيادة كبيرة في عدد اللاعبين وإيرادات السوق خلال السنوات المقبلة إلى نحو 492 مليون دولار بحلول 2027. وتوقع التقرير أن يحافظ السوق الذي يشمل قطاعي الألعاب الإلكترونية التقليدية والألعاب عبر الإنترنت على معدل نمو سنوي ثابت قدره 5.88 % خلال الفترة ذاتها، مع زيادة عدد المستخدمين في سوق ألعاب الفيديو إلى 1.7 مليون مستخدم بحلول 2027.

وقالت منى الفلاسي: «تُعد الدورة الرابعة من مهرجان دبي للألعاب والرياضات الرقمية، والذي ينطلق في مايو المقبل، محطة مهمة لترسيخ مكانة دبي على خريطة الاقتصاد الإبداعي، حيث يحتفي المهرجان بثقافة الألعاب، ويجمع تحت مظلته اللاعبين، والمطورين والمستثمرين، وروّاد القطاع، ضمن بيئة تحتضن الشغف وتدعم التميز. ويمثّل المهرجان منصة تعزز التنوع والشمول في مجتمع الألعاب، وتشجّع على التفاعل وتبادل المعرفة بين مختلف الفئات، كما يواكب توجهات دبي في التحول نحو الاقتصاد الرقمي، ويدعم استراتيجيتها الوطنية لتعزيز مكانتها كوجهة عالمية مفضلة للعيش والعمل والزيارة والابتكار».

وحول الخطط الموضوعة لتطوير قطاع الألعاب الإلكترونية في دبي قالت الفلاسي: «تسعى دبي إلى الاستفادة من الإمكانات الهائلة التي يتمتع بها قطاع الألعاب والرياضات الرقمية، حيث أطلقت الإمارة "برنامج الألعاب 2033" الذي يهدف إلى وضعها بين أفضل 10 مراكز عالمية في صناعة الألعاب الإلكترونية بحلول عام 2033، وتعزيز مساهمة القطاع في نمو الاقتصاد الرقمي والناتج الإجمالي المحلي للإمارة لنحو مليار دولار، ويركز البرنامج على تطوير البنية التحتية التقنية، ودعم الشركات الناشئة، وتقديم حوافز لجذب الاستثمارات العالمية، وتعزيز المهارات المحلية في تطوير الألعاب، وتقديم الدعم للشركات الصغيرة والمتوسطة في هذا المجال. كما جرى إطلاق "فيزا دبي للألعاب الإلكترونية" بهدف دعم أصحاب المواهب وصناع ورواد قطاع الألعاب الإلكترونية، وتحفيزهم على تنمية وتطوير مهاراتهم، إلى جانب إتاحة العديد من الفرص الاستثمارية الرامية إلى مساعدتهم على تحويل أفكارهم المبتكرة إلى مشاريع ناجحة».

وأضافت: «وتستعد دبي لاستضافة "ألعاب المستقبل 2025" في الخريف، ضمن رؤيتها لتوفير 30 ألف وظيفة في قطاع الألعاب الإلكترونية بحلول 2033، ما يعكس حجم دعم الإمارة لهذا القطاع. كما أطلقت "المنطقة الدولية للرياضة والترفيه"، أول مجمع أعمال مخصص للرياضة والترفيه في الإمارات ضمن المناطق الحرة، لتسهيل التراخيص ودعم مجالات مثل الرياضات الإلكترونية. ويأتي مهرجان دبي للألعاب والرياضات الرقمية في هذا الإطار، كمنصة تحفّز الاقتصاد والمعرفة، وتمكّن الجيل الجديد من المطورين، وتعزز الشراكات بين القطاعين العام والخاص، بما يتماشى مع أجندة دبي الاقتصادية D33.

وأكدت الفلاسي أن دبي تدعم مشروعاً مستقبليا لصناعة محتوى الألعاب الإلكترونية يتماشى تماماً مع رؤية دبي في تعزيز الاقتصاد الإبداعي وتوسيع مجالات الابتكار الرقمي، حيث تتمتع المدينة بكل المقومات التي تجعلها منصة مثالية لتطوير محتوى ألعاب يعبّر عن ثقافات المنطقة، وينافس عالمياً، وذلك من خلال الدعم الحكومي، والبيئة الحاضنة لروّاد الأعمال، والبنية التحتية المتقدمة، ودعم الشركات الناشئة وتقديم حوافز لجذب الاستثمارات العالمية، وتعزيز الكفاءات المحلية في مجال تطوير الألعاب، وتشجيع الشركات الصغيرة والمتوسطة التي تعمل في هذا المجال.

وأضافت: «تسعى دبي أيضاً إلى توفير مناطق حرة مخصصة لشركات الألعاب والرياضات الرقمية، مع مزايا مهمة مثل الإعفاءات الضريبية، وتبسيط الإجراءات، والوصول إلى أحدث المرافق، مما يسهل تأسيس المزيد من هذه الشركات، ويسهم في تعزيز قطاع الألعاب والرياضات الرقمية. وفي ظل الاهتمام المتزايد بتعزيز المحتوى العربي والمحلي في قطاع الألعاب، تحظى دبي بفرصة كبيرة لقيادة هذا التحول من خلال برامج حاضنات الأعمال والمسرعات، ورعاية المواهب الإبداعية، وفتح المجال أمام التعاون بين المطورين والمصممين وصناع المحتوى.

وعن أهمية «مهرجان دبي للألعاب والرياضات الرقمية» قالت منى الفلاسي، مدير إدارة استراتيجية الرياضة الإلكترونية: «يشكل مهرجان دبي للألعاب والرياضات الرقمية خطوةً أساسية، حيث يوفّر منصة للقاء العقول المبدعة، وتسليط الضوء على أحدث الاتجاهات في تطوير الألعاب، ويشجّع على إنتاج محتوى يتماشى مع واقع اللاعبين في منطقتنا. فدبي لا تكتفي بأن تكون ساحة للعرض، بل تسعى لتكون مركزاً للإنتاج والتأثير وصناعة المستقبل في عالم الألعاب».