أثار النجم الاميركي الشاب شيا لا بوف Shia LaBeouf(وول ستريت، ذا ترنسفورميرز) ازمة في "برلين السينمائي" بعد انسحابه من مؤتمر صحافي ضمه مع نجوم فيلم "نيفومانياك" للمخرج لارز فون ترييه.
ولم يقتصر الأمر عند هذا الحد، فقد وجه شيا ما وصف بأنه قد يكون "اهانة" للصحافة، رسالة فجائية مشفرة من وراء الميكروفون، اذ ردد:" حين تلحق النوارس بالمركب ذلك لانها تظن أنهم سيلقون لها بالسردين"، وهو ترداد لمقولة شهيرة للاعب كرة القدم ايريك كانتونا قالها في العام 1995 بعد أن قام بضرب أحد معجبيه.
وتسبب هذا التصرف بارباك لزملاء النجم الذين كانوا معه على المنصة، مثل أوما ثورمان وستيلا سكارسغارد كريستيان ستيلين وآخرين. وكانت اول ردة فعل لثورمان هي الضحك ومن ثم شرب كأس ماء، ثم المزاح بينها وبين سلاتر عن "السردين" بالقول أن "الفيلم يحتوي على الكثير من السردين"!
ولاحقا علمت "البيان" أن النجوم وادارة المهرجان انزعجوا من تصرف شيا، الذي كان قبل ساعات قد مشى على السجادة الحمراء مقنعا بكيس ورق مكتوب عليه:" لم أعد مشهورا"!
لكن مدير الحوار الصحافي الذي حضرته "البيان" أكمل المؤتمر من دون التعليق، فما كان من احد الصحافيين الا أن علق على الامر:" اذا كان السيد شيا يعتقد بأنه المركب ونحن النوارس، فنحن لا نبحث عن سردين لكي يلقيه لنا، وانما وظيفتنا تحتم علينا طرح كل الاسئلة بدافع العمل والفضول احيانا".
لكن البعض الآخر فسر الأسلوب المبهم لتصرف الممثل (27 عاما) وكأنه نوع من "التضامن" مع مخرج الفيلم في رفضه التحدث الى الاعلام خلال السنوات الثلاثة الأخيرة، وعدم حضوره المؤتمر أيضا في برلين رغم تواجده هناك.
وكان لارز فون ترييه قد تعرض للطرد من "مهرجان كان السينمائي" في العام 2011 على أثر دعابة صرح بها لأحد الصحافيين قال فيها أنه "يتعاطف قليلا مع هتلر". وقامت الدنيا ولم تقعد آنذاك، ما تسبب بطرده من المهرجان، رغم سمعته الكبيرة كمخرج ذي اسلوب متميز وطروحات جدلية في افلامه. وقرر المخرج على اثر ذلك الامتناع عن التصريح للاعلام، وظهر في برلين بقميص مطبوع عليه شعار السعفة الخاص بكان السينمائي، مع عبارة ساخرة من المهرجان.
وبدا أن "برلين السينمائي" عبر احتفائه بعرض فيلم لارز "نيفومانياك"(2013) لأول مرة متضمنا المشاهد التي حذفت لدى عرضه في الصالات العام الماضي، وعبر التغاضي الضمني عن رسائل مبطنة وجهها المخرج على طريقته، او بعض أبطال فيلمه كما شيا.. بدا "برلين" وكأنه يغمز من قناة "كان" ويقول:" ها نحن نحتفي بالمخرج الذي طردتموه بسبب مزحة".
لكن مسؤولي المهرجان، تفادوا التحدث مباشرة عن هذا الامر، بل أن مدير الندوة الصحافية افتتحها بالقول:" نحن هنا في برلين ولا نريد التحدث عن كان"، كما تم تجاهل سؤال أحد الصحافيين ما اذا كان الجزء الثاني من الفيلم الذي تم الانتهاء من تنفيذه سوف يعرض في "كان".
وتدور أحداث الفيلم الذي منع من العرض في دول كثيرة في أوروبا بسبب مضمونه الجنسي، كان آخرها رومانيا التي طلبت وضع عبارة "مضمون بورنوغرافي" على ملصق الفيلم.. تدور أحداثه حول قصة فتاة مهووسة بالجنس منذ ان كان عمرها 15 عاما!
وقبل عرض الفيلم صفق أكثر من الف وخمسمائة شخص لنجوم الفيلم الذي شاهدوه مع الجمهور في الصالة، وكانت المفاجأة بحضور المخرج في الختام، وحين صعوده على المسرح، تم تقديم الميكروفون له لالقاء كلمة، لكنه حمل الميكروفون وخبأه وراء الستارة، في اشارة الى انه لا يزال ممتنعا عن التصريح.
ورغم أن بطل الفيلم شخصية يعلن عنها أنها "غير متدينة"، أداها ستيلان، الا أن المخرج حرص على أن يمرر رسائل عبر النص توضح أن البطل شخصية يهودية، وانه فذ وموسوعي المعرفة وذي قلب غامر بالحب والسلام، ما فسره بعض النقاد بأنها جزء من "الفاتورة التي يدفعها المخرج للتعويض عن الغضب الذي اعترى اللوبي اليهودي الميهمن على صناعة السينما العالمية من مزحته الموجعة في كان قبل سنوات". الجزء الآخر من التعويض هو عقابه بالامتناع عن التصريح لفترة طويلة!
وبالعودة الى شيا، فإنه في الطابق الرابع من قصر مهرجان برلين السينمائي "بوتسدامر بلاتز" يجري التقليد أن يقوم النجوم بعد احتفالية السجادة الحمراء بالتوقيع على صور ضخمة لهم معلقة على الحائط. وفي كل ليلة، يتكرر المشهد، الذي يفتتحه الجمهور بالصراخ تهليلا، ثم النجوم يترجلون من سيارات "اودي" الفارهة، ثم يتم عرض الفيلم وتحية صناعه، قبل أن يخرج النجوم من الابواب السرية!
لكن بقيت صورة شيا الوحيدة هذا العام معلقة من دون توقيع!