لم يكن الأمر بالنسبة للمراهق الأمريكي جيمس جيل أكثر من مجرد محاولة لمشاغبة أبل، عندما عمل على مشروعه الصغير والذي سماه «بيبوش»، والذي عبث من خلاله ببرمجيات أبل وسحابتها «آي ماسيدج»، ليكتشف ثغرة نفذ من خلالها لسحابة أبل، ووضع نظام أندرويد للمرة الأولى على أعتاب التعامل مع برنامج الرسائل «آي ماسيدج» الشهير والحصري على أجهزة أبل.
ووضع جيل برمجيات تسمح بالولوج لسحابة أبل من خلال كود محاكاة، تضلل برمجيات أبل وتوحي لها بأن التسجيل حدث من جهاز تابع لها، فتسمح بتبادل الرسائل التي ظلت لسنوات حصرية لأجهزة العملاق الأمريكي، والذي أغلب مستخدمي آيفون في أمريكا يخشون التغيير لأندرويد خشية فقد رسائلهم على التطبيق.
وبعد طرح برمجة المراهق جيل في برنامج عبر أندرويد يسمى «Beeper Mini»، جاء رد أبل قاسياً في بيان رسمي أذاعته «سي بي إس» جاء فيه: «الطريقة التي اتبعها التطبيق تضع مستخدمي أبل في مخاطر أمنية متعلقة بالخصوصية، اتخذنا الإجراءات المناسبة لإغلاق تلك الثغرة والتعامل مع الأكواد المضللة لاختراق برمجيات «آي ماسيدج»، وذلك لحماية مستخدمي تطبيقاتنا والحفاظ على أمنهم السيبراني».
وبعد غلق الثغرة الأولى من قبل أبل، مما أوقف برنامج «بيبر ميني»، لجأ المبرمجون لحيلة جديدة، استطاعوا من خلالها النفاذ مرة أخرى لخوادم أبل، ليعمل البرنامج مجدداً، ولكن باشتراط التسجيل في خوادم أبل أولاً، قبل الولوج للبرنامج، وهو الأمر الذي مازالت أبل تحاول التعامل معه لإيقاف تلك الثغرة، التي ينفذ إليها البرنامج لخوادم أبل.
وتعد حصرية استخدام برنامج رسائل أبل «آي ماسيدج» على أجهزة الشركة، من الأمور التي واجهت العديد من الانتقادات، وذهب البعض إلى خلطها بالسياسة الدولية، كون أبل الأمريكية تملك وتصنع الواجهات والعتاد، وأكواد برامجها حصرية وسرية مشفرة، لا تستطيع أي دولة فكها، وبالتالي فهي المالكة والقادرة الوحيدة على تتبع أجهزتها أو مراقبتها عكس أندرويد مفتوح المصدر، والذي يمكن لكل مصنع في العالم لأجهزة تحمل واجهة أندرويد أن يملك أكواده وشفراته، وبالتالي تتبعه ومراقبته.