تعاني العديد من الشركات المنتجة للهواتف الذكية من ردود الأفعال على الابتكارات التي تقدمها، فبعض الابتكارات دائماً يأتي بنتيجة عكسية، حيث يستقبله المستخدم بفتور أو أحيانا برفض لعدم أداء الوظيفة المعلن عنها بدقة، أو باعتباره لعبة للتسلية لا تضيف جديد لتجربة المستخدم.. وتلك الأمر تؤثر على جرأة الشركات في تقديم الابتكارات.
ومن الشركات التي واجهت العديد من الانتقادات لبعض ابتكاراتها خلال السنوات الماضية كانت سامسونج، وهي كانت دائماً لديها الجرأة للاستمرار والتطوير، وكانت استجابتها لأصوات المستخدمين سريعة ودائمة، مما كان يدفع بعملية تطوير تجربة المستخدم للأمام عام بعد عام.
وبعدما بدأت سامسونج في الاستعانة بالذكاء الاصطناعي ودمجته منذ سنوات في هواتفها الذكية، في البداية اعتبره كثيرون أنه مجرد لعبة غير مكتملة، إلا أن سامسونج طورت بشكل كبير وسبقت الجميع، حتى عندما استفاقت أبل ودخلت لعالم الذكاء الاصطناعي، كانت سامسونج قد قطعت أشواطاً في وقت ما زالت أبل فيه تحبو في عالم الذكاء الاصطناعي والدمج مع نظام التشغيل.
وفي تقرير نشرته «فوربس» اعتبرت أن سامسونج نجحت في دمج مساعدها الشخصي «بيكسبي» بشكل لافت مع الذكاء الاصطناعي، لتسهل من تجربة استخدام الهاتف الذكي، وتقلل من تعقيدات التعامل مع نظام التشغيل للمستخدمين غير المتعمقين في قوائم أندرويد، وواجهة التشغيل المتخمة لسامسونج «وان يو آي».
يقول لي دينهام، المتخصص في اختبار الأجهزة المحمولة في سامسونج: "أي شيء يمكن القيام به باللمس، يمكن القيام به عبر الأوامر الصوتية باستخدام Bixby النتائج متفاوتة ولكنها واعدة".
وأضاف دينهام: إذا استمرت الشركة في هذا النهج، فقد يصبح Bixby جزءًا أساسيًا من تجربة أجهزة سامسونج غالاكسي على عكس ذكاء جوجل الاصطناعي Gemini، الذي يركز على مهام مختلفة ليست مخصصة لتجربة الاستخدام اليومية، بينما Bixby مخصص حصريًا للأسئلة المتعلقة بالجهاز.
وأكدت سامسونج أن Bixby ينفذ بعض المهام على الجهاز بدلاً من إرسال البيانات إلى السحابة، وهو ما يسهل من تجربة المستخدم بشكل كبير، على سبيل المثال، يمكنه التقاط لقطة شاشة أو ضبط مؤقت بدون الحاجة إلى اتصال بالإنترنت، بينما يتم إرسال الطلبات الأخرى إلى الخوادم للمعالجة، إضافة لفتح القوائم أو البحث عن الوظائف، كلها أمور تتم من غير الرجوع للخوادم واستخدام الإنترنت.
ونتيجة الاستمرارية والتعلم والتطوير، أصبح الذكاء الاصطناعي في أجهزة سامسونج في الجيل الجديد S25 Ultra أكثر قدرة على التعامل مع تعديلات الصور بشكل منطقي وعقلاني نتيجة الكم الهائل من «تعلم الآلة» الذي تغذى به النظام خلال سنوات، فيما لا تزال أبل تعاني في هذا الأمر باعتبار أنها حديثة العهد في التعامل مع الذكاء الاصطناعي، وبالتالي فما يزال أمام نظام آي أو إس الخاص بأجهزة آيفون فترة أطول للتعلم والوصول للنتائج المرضية، خلال تلك الفترة التي يحتاجها آيفون، ستكون سامسونج قد قفزة قفزات جديدة في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي والتي قد تصل للتعديل في الفيديوهات بشكل أعمق وفي تنفيذ مهام بشكل أكثر دقة.
وتحمل سلسلة هواتف Galaxy S25 معالجات «سنابدراغون 8 إيليت» من كوالكوم، وهي تعد المعالجات الأقوى في العالم حالياً، وتوفر زيادة في الأداء بنسبة 40% في وحدة المعالجة العصبية، و37% في وحدة المعالجة المركزية، و30% في وحدة معالجة الرسومات، وهي التدعيمات التي تُعزز من قدرة سلسلة Galaxy S25 على معالجة المزيد من تجارب الذكاء الاصطناعي مباشرة على الجهاز دون أي تباطؤ، بما في ذلك مهام الذكاء الاصطناعي التي كانت تعتمد سابقًا على المعالجة السحابية.
ودمجت سامسونج ابتكاراتها في شريحة المعالج، حيث تستخدم ProScaler لمعالجة الصور بطريقة متقدمة وفعّالة لتحقيق تحسن بنسبة 40% في دقة الصور