في الوقت الذي تحقق فيه مجموعة ميتا المالكة لفيسبوك وتويتر وإنستغرام وواتس آب الأرباح في تطبيقاتها، ومن خلال ارتفاع أسهم الشركة في البورصة، إلا أن بعض قرارات مالك الشركة مارك زوكربرغ مازلت محط استغراب، وأدت إلى خسارة «ميتا» لأكثر من 60 مليار دولار في السنوات الخمس الأخيرة.
في تقرير نشرته «بزنيس إنسايدر»، لم يكن مارك زوكربرغ وحده الذي طارد السراب من خلال تجارب تطوير أجهزة الواقع الافتراضي، ولكن «ميتا» كانت الأكثر إنفاقا في السنوات الأخيرة، بعدما تخلت مايكروسوفت وذراعها التطويري «إتش تي سي» عن التطوير في نظارات وأجهزة الواقع الافتراضي، كما تخلت سوني مبكراً عن الفكرة، وأوقفت الإنفاق على الأمر، في حين واصلت جوجل كثيراً في طريق الإنفاق على الأبحاث والتطوير لنظاراتها الخاصة بالواقع الافتراضي، إلا أن جوجل أوقفت الأبحاث والإنفاق على المشروع بعد ثلاث سنوات أنفقت فيها ما يزيد عن 30 مليار دولار.
ودخلت مؤخراً شركة أبل في تطوير رؤية جديدة لنظارات الواقع الافتراضي، إلا أن أبل طرحت نظاراتها «فيجن برو» بأسعار غالية الثمن، ولم تلقى الرواج المتوقع عالمياً، ولم تحقق مبيعاتها تقدماً كبيراً، ولكن أبل كانت أكثر ذكاء في الطرح الحذر لنظاراتها، وكان ارتفاع سعر طرحها وتخصيص دعاياتها ناحية المبرمجين والمطورين لجذب تلك الفئة لخلق سحابة من المستخدمين أو فئة معينة لإنتاج برامج وتطوير تطبيقات تخدم فكرة أبل في نظارات الواقع الافتراضي.
في أثناء ذلك الوقت استمرت ميتا في تطوير مشروعها لنظارات الواقع الافتراضي، وأنفقت مليارات على فكرة الـ«ميتا فيرس»، حتى أن اسم الشركة كلها تغير إلى ميتا لخدمة الفكرة، والتي لم تلقى الصدى الكامل في الشارع، ولم تحقق ميتا الربح المرجو من 60 مليار دولار تم إنفاقهم في 5 سنوات على الفكرة والمشروع، ولم تلقى مبيعات «كويست» من ميتا وغيرها من نظارات الواقع الافتراضي، حتى رخيص الثمن منها والذي طرحته «سناب شات»، لم يستطع أن يلبي حاجة عشاق التكنولوجيا، ولم يخرج عن كون الأمر برمته سوى خيال علمي، ولعبة يلعب بها مدمنو الاختراعات الحديثة لأيام ثم تترك وتهمل دون لينصرف المستثمرون عن الأمر بكامله، وتصبح مطاردة ميتا لنظارات العالم الافتراضي مجرد مثابرة على مطاردة السراب دون جدوى اقتصادية، فهل تنجح التحسينات التي يحاول زوكربرغ وفريقه إدخالها على نظارة «ميتا» للواقع الافتراضي بإدخال تعديلات بالذكاء الاصطناعي لعالمها في أن تنتشل تجربة نظارات الواقع الافتراضي من الضياع بعد إنفاق تريليونات من شركات التكنولوجيا على محاولة تنفيذ الفكرة خلال السنوات الماضية؟!