اطّلع سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي، على المشاريع الفائزة في مسابقة "منزل المستقبل العالمية"، التي صممها وأشرف على تنظيمها مركز محمد بن راشد للابتكار الحكومي بالشراكة مع مؤسسة محمد بن راشد للإسكان، بهدف استقطاب أفضل المهندسين المعماريين والمصممين من حول العالم، ليبدعوا في تصميم منزل إماراتي مبتكر قابل للتطوير والتكيُّف والتوسع والتغيير، بتصميم ميسور التكلفة. 

وأكد سموه أن دبي تواصل تقديم تجربة عالمية رائدة في مجال التصميم الحضري والتخطيط العمراني،  والاستفادة من الموهوبين والمبدعين لخدمة المجتمع  وأن في دبي نصمم المستقبل، ونصنعه من أجل الإنسان.

تترجم مسابقة "منزل المستقبل" رؤى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، في تعزيز مكانة دبي عالمياً، وترسيخها محورا استثنائيا جاذبا للعقول والمواهب والفنون والابتكارات والمبتكرين في التصميم والتطوير العمراني، فيما تعكس المسابقة دور "مركز محمد بن راشد للابتكار الحكومي" في توفير منصة حاضنة للابتكار والمبتكرين والأفكار الخلاقة الهادفة لإيجاد حلول للتحديات التي تواجه المجتمع. 

وأكد سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم خلال لقائه الفائزين بالمسابقة، أن دبي بقيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم طوّرت تجربة ريادية عالمية في التصميم الحضري والتخطيط العمراني، وتمكنت من تهيئة بنية تحتية مستقبلية متطورة مستمرة في تحسينها على أسس مستدامة، بما يضمن لمواطنيها والمقيمين فيها الراحة وأفضل تجارب الحياة. 

وقال سموه إن دبي تواصل العمل على توفير بيئة تمكن الأفراد من التطور والازدهار، وتوفر للمجتمع أفضل مستويات جودة الحياة، في مشهد عمراني مبتكر دائم التطور، وضمن رؤية ترتكز على الاستدامة في مشاريع الإسكان وتخطيط المدن والمجتمعات السكنية، بما يسهم في تحقيق الهدف الاستراتيجي المتمثل في جعل دبي المدينة الأفضل في العالم للعيش والعمل والزيارة، وتعزيز موقعها وجهةً عالميةً جاذبة تستقطب الباحثين عن تجربة حياتية استثنائية مستدامة ومحفّزة.   

واستمع سمو ولي عهد دبي من المشاركين في المسابقة إلى شرح عن المشاريع الفائزة، والتي حلّ في مركزها الأول محمد المفتي من لبنان عن مشروع "الدارة"، فيما كان المركز الثاني من نصيب أندريا بالدو، وأنجيلو برولو وجينو برولو من إسبانيا عن مشروع "بلوك يارد"، فيما فاز توماس أيوينغ من المملكة المتحدة بالترتيب الثالث عن مشروع "ديون هاوس". وتابع سموه شرحاً عن مشروع المنزل المستدام من سلوفاكيا وهو المشروع الفائز بفئة الاستدامة، وقدّمه فريق المشروع المكون من كاترينا جاغروفا، وجيكوب أرغ، ولوسيا مدلنوفا، وجيكوب دمكاك. 

حضر اللقاء معالي عمر بن سلطان العلماء، وزير دولة للذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بُعد، ومعالي مطر الطاير، المفوض العام لمسار البنية التحتية والتخطيط العمراني وجودة الحياة، المدير العام رئيس مجلس المديرين في هيئة الطرق والمواصلات في دبي، وسعادة هدى الهاشمي، نائب وزير شؤون مجلس الوزراء للشؤون الاستراتيجية، وسعادة عمر حمد بو شهاب، المدير التنفيذي لمؤسسة محمد بن راشد للإسكان.  

واستوحى مشروع الدارة الفائز بالمركز الأول في المسابقة فكرته من التراث والبيت العربي، وقام على الاستفادة من التراث في بناء مستقبل مستدام، من خلال إعادة ابتكار خبرات الماضي وتوظيفها في تصميم يلبّي متطلبات الحاضر والمستقبل. 
أما مشروع "بلوك يارد"، فاستُلهِمت فكرته من مفهوم يرتكز على تحقيق توافق بين الجمال المعاصر وتعزيز البيئة والتقاليد المحلية.

وجاءت فكرة مشروع "ديون هاوس" مستوحاة من البيئة الصحراوية في دبي، وركّز على استخدام الأدوات والموارد الطبيعية المتوفرة في هذه البيئة. 
أما مشروع "المنزل المستدام" الفائز بفئة الاستدامة فانصبت فكرته على منظور تصميمي يقوم على الاستدامة وتعزيز التفاعل الاجتماعي. 

وحصل الفائزون بالمراكز الثلاثة الأولى في المسابقة على جوائز بقيمة مليون درهم إماراتي توزعت بواقع 500 ألف درهم للمركز الأول، و200 ألف درهم للمركز الثاني، و100 ألف درهم للمركز الثالث، فيما بلغت قيمة جائزة الفئة الخاصة لتصميم منزل مستدام يحقق الاكتفاء الذاتي 200 ألف درهم. 
جاء تنظيم المسابقة في سياق مساعي حكومة دبي لتوفير إسكان مستدام يتمتع بمقومات الحياة الكريمة والاستقرار الأُسَريّ، وكانت بمثابة دعوة عالمية لأفضل المهندسين والمصممين المعماريين لتصميم أفضل وأجمل "منزل للمستقبل"، ذي تكلفة منخفضة، ووفق معايير محددة تتناسب مع احتياجات المواطن الإماراتي. 

وستعمل مؤسسة محمد بن راشد للإسكان على إضافة التصاميم الفائزة إلى مكتبة التصاميم التي سيتم توفيرها للمجتمع، إلى جانب تبنّي وتنفيذ التصاميم الفائزة في المسابقة في مشاريعها الإسكانية المستقبلية في أي من الأحياء السكنية المعتمدة في الإمارة. 
واستقطبت مسابقة "منزل المستقبل" العالمية، 3500 فكرة مبتكرة من 140 دولة ما عكس الاهتمام العالمي الكبير بالمسابقة، والأهمية التي يحظى بها موضوعها الذي يدور حول تطوير حلول مستقبلية للتصميم العمراني على أسس الابتكار والاستدامة وجودة الحياة. 

وركزت معايير المسابقة على توفير تصاميم مبتكرة بمعايير عالمية، تكون قابلة للتوسّع على مراحل زمنية تغطي حياة الأسرة، وأن تسهم في تقليل ميزانية بناء المنزل بحيث لا تتعدى مبلغ المنحة الحكومية البالغ مليون درهم، إضافة إلى الابتكار في التصميم المعماري واستخدام مواد بناء بالتقنيات الحديثة، وتصميم منزل صديق للبيئة ومستدام ذاتياً. 
ضمّت لجنة تحكيم المسابقة المعنية باختيار التصاميم الفائزة نخبة من المختصين والخبراء والمصممين المعماريين في دولة الإمارات والعالم، من بينهم تشارلز والكر، عضو مجلس إدارة شركة زها حديد للهندسة المعمارية، ومايكل كلاترافا، المدير التنفيذي في سانتياغو كالاترافا، وعبدالرضا أبو الحسين، المدير التنفيذي لإدارة تخطيط وتطوير القطارات بهيئة الطرق والمواصلات في دبي، وأحمد بوخش، المؤسس وكبير المعماريين في "اركيدنتيتي"، إلى جانب ويل بولمان من شركة فوستر وشركاه، وستيفان دي كونينغ  من شركة إم في آر دي في، وأندرو ميسون من سانتياغو كالاترافا، وكرستينا سيليرن من ستوديو سيليرن آركيتيكتس، ومارتن فولك من شركة "بيغ".