في ضوء الأهمية المتنامية للبيانات الرقمية والذكاء الاصطناعي في تطوير العمل الحكومي، أعلنت دبي الرقمية عن إطلاق مبادرة تهدف للارتقاء بمستوى البيانات الرقمية من حيث مراعاة أفضل المعايير في مجالات الجودة وسهولة الاستخدام والحوكمة.
تتمثل المبادرة في إنشاء منصة رائدة لتبادل الخبرات بين الجهات الحكومية والاطلاع على الممارسات الخاصة برفع جودة البيانات التي يتم توفيرها على منصة دبي بالس، مما يدعم اتخاذ القرارات السديدة على مستوى القيادات العليا أو ضمن إطار منظومة العمل الحكومي في الإمارة.
وتتضمن المبادرة تنظيم مجموعة من ورش العمل التي تناقش مواضيع ذات صلة بموضوع البيانات والذكاء الاصطناعي من بينها سياسة النضج الرقمي التي أصدرتها دبي الرقمية، والتي تشكل مرجعية موثوقة بما تتضمنه من أربعة محاور هي: تجارب المدينة الرقمية، والبيانات، والأمن السيبراني، وحوكمة تكنولوجيا المعلومات.
تنطلق هذه المبادرة في مرحلتها الأولى للعام 2024 بـ 11 جهة حكومية وهي هيئة الصحة بدبي، ودائرة الأراضي والأملاك، وجمارك دبي، والإدارة العامة للإقامة وشؤون الأجانب بدبي، وهيئة الطرق والمواصلات، وهيئة كهرباء ومياه دبي، وهيئة الاقتصاد والسياحة، وبلدية دبي، ومحاكم دبي، وشرطة دبي. وبحسب الخطة ستنضم باقي الجهات للمشاركة في مرحلة لاحقة من خلال منصة البيانات. وستلتحق بقية الجهات بالمبادرة خلال المراحل القادمة.
حول هذه المبادرة قال يونس آل ناصر الرئيس التنفيذي لمؤسسة دبي للبيانات والإحصاء، دبي الرقمية: "يوماً بعد يوم تتعزز قيمة البيانات باعتبارها أهم الأصول في العصر الرقمي. ومع التطور الهائل في الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته المختلفة أصبح من المهم للغاية الارتقاء بطريقة إدارة البيانات وآليات الاستفادة منها سواء في عملية اتخاذ القرار أو في تطوير الحلول والتطبيقات والمشاريع المستقبلية.
وبالنظر إلى الموقع الريادي لدبي في مجال التحول الرقمي، فإن الاهتمام بجودة البيانات وتوظيف الذكاء الاصطناعي سيفتح آفاقاً رحبة تعزز من مكانة دبي كمدينة رقمية عالمية.
وأضاف : "تأتي هذه المبادرة تماشياً مع استراتيجية دبي الرقمية الهادفة لضمان نضج البيانات وفاعليتها، وتعزيز جودة البيانات على مستوى الإمارة، لتصبح دبي مركزاً متميزاً في اتخاذ القرار ونموذجا في تحويل البيانات إلى قيمة اجتماعية واقتصادية. وفي هذا السياق جاء تطوير دبي الرقمية لسياسة النضج الرقمي التي تعد اليوم مرجعاً متقدماً للمرحلة القادمة من التحول الرقمي، والتي تحتل البيانات موقعاً مركزياً فيها".
من جهتها قالت سارة الزرعوني مدير إدارة التخطيط والحوكمة في مؤسسة دبي للبيانات والإحصاء: "تأتي هذه المبادرة استمراراً لجهودنا مع شركائنا من الجهات المنضوية تحت مظلة حكومة دبي، وهي تعكس حرص الجميع على مواكبة أحدث المستجدات في هذا المجال، ولا سيما فيما يتصل بحوكمة البيانات وإدارتها بصورة متناغمة تحقق الاستخدام الأمثل وتعزز الكفاءة والفاعلية والتكامل الحكومي. إن عالم البيانات اليوم ينطوي على الكثير من التحديات والفرص، ومن خلال التواصل المستمر وورش العمل وتبادل الأفكار يمكننا الوصول إلى مرحلة نعزز فيها الفرص، ونضع الخطط لمواجهة التحديات."
وتسعى مؤسسة دبي للبيانات والإحصاء في دبي الرقمية لتوفير البيانات المتنوعة عبر منصة موحدة هي منصة "دبي بالس" التي أصبحت تضم نحو 1237 منظومة بيانات مفتوحة ومشتركة تقدمها 70 جهة لخدمة المستثمرين والباحثين ورواد الأعمال وغيرهم من القطاعات التي قد تحتاج للوصول إلى بيانات بكميات كبيرة للاستفادة منها في تطوير الحلول، والبرامج، والتطبيقات، وغيرها.
وسيتم تنظيم المبادرة وفق منهجية عملية تضمن الوصول إلى نتائج ملموسة تنعكس على الأداء الكلي في مجال البيانات. وتبدأ هذه المنهجية بمناقشة تعريف جودة البيانات وآليات قياس الجودة، وآليات التحسين والتطوير المقترحة في منظومات البيانات، وآليات إدارتها وعرضها بما يخدم الأهداف المشتركة للجهات كافة. ومن ثم تسليط الضوء على عدد من أفضل الممارسات المعتمدة لدى كل جهة مشاركة في المبادرة، ومناقشة كيفية الاستفادة من تلك الممارسات.