توفي اليوم الجمعة الأستاذ أحمد مصطفى كامل، أحد أشهر علماء القراءات والمقامات في مصر، عن عمر يناهز 82 عاماً، وكان القارئ الشيخ ياسر الشرقاوي قد أعلن عن وفاة الراحل على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، ومن المقرر أن تقام صلاة الجنازة في مسجد الرحمن الرحيم ظهر اليوم الجمعة.
ولد الأستاذ أحمد مصطفى كامل عام 1939، بجمهورية مصر العربية، وكان والده محباً للفن وصديقاً للشيخ الجليل مصطفى إسماعيل – رحمه الله - رغم عمله بوزارة الداخلية، كما كان صوته جميلاً جداً، ومن هنا لفت انتباهه كل تلك الأصوات الرائعة المحيطة به من كل جانب، ثم اتبع الشيخ مصطفى إسماعيل، وظل يسمعه يومياً دون انقطاع منذ أن تربى على حجره حتى وفاته، رحمه الله، كما أنه كان دائم التواصل مع أبنائه، فقد كانوا بمثابة إخوته.
ومن جميل مقال أبناء الشيخ مصطفى إسماعيل ومدحهم الأستاذ أحمد مصطفى كامل أنهم كانوا يقولون له: «حاسب على نفسك لأنه إذا حدث لك شيء فإن أبانا سيموت مرة أخرى».
وأكد الأستاذ أحمد مصطفى كامل أنه لشدة عشقه للشيخ مصطفى إسماعيل، يمتلك كنزا من الأسطوانات وشرائط الكاسيت تتجاوز المئات مع عشرات الأجهزة الإذاعية الضخمة التي قد لا توجد في كبرى المحطات الإذاعية، وكل هذه الثروة الضخمة موقوفة على قارئ واحد هو الشيخ مصطفى إسماعيل الذي لا ينطق اسمه إلا ويسبقه بكلمة: هبه الله الشيخ مصطفى إسماعيل.
وذكر أنه يمتلك 2200 تسجيل للشيخ مصطفى إسماعيل لا تجد فيها قراءة واحدة تشبه الأخرى، وأنه عرض هذه التسجيلات على الإذاعة المصرية، ولكنها رفضت إذاعتها بحجة أن هذه التسجيلات ستغطي على كل القراء والمشايخ في الإذاعة.
لماذا قصر اهتمامه على الشيخ مصطفى إسماعيل دون غيره من القراء؟
كان الراحل الشيخ أحمد مصطفى كامل يرى أن صوت الشيخ مصطفى إسماعيل كان هبة من الله تعالى دون باقي المشايخ والقراء، من حيث علوم المقامات وفخامة الصوت، مدللا على ذلك بأنه يكفي أن كبار الملحنين والمطربين القدماء كانوا يدورون وراء الشيخ في كل مكان ليتعلموا منه، ومنهم صالح عبد الحي والموجي والقصبجي وعبد الوهاب وأم كلثوم.
وكان المغفور له الأستاذ أحمد مصطفى كامل يملك تسجيلات نادرة لأم كلثوم وهي تقلد الشيخ مصطفى إسماعيل في المقامات وتغني على طريقته في القراءة.
تلاميذ منتشرون في كل مكان
اشترط الأستاذ أحمد مصطفى توافر الخامة الصوتية الجيدة وإتقان التلاوة والرغبة الشديدة في التعلم والصبر عليه لمن سيقرأ عليه، والأهم أن يكون مستمعاً جيداً للشيخ مصطفى إسماعيل.
وقد وهبه الله قدرة على التدريس في علوم المقامات.. وأهم تلاميذه: الدكتور مصطفى أبو زيد، وهو طبيب صيدلي وقارئ متمكن جداً، وقد وصفه بأنه رائد لمدرسة الشيخ مصطفى من بعده، وكذلك القارئ الشهير محمود الطوخي، والقارئ ياسر الشرقاوي، وغيرهم كثيرون في ماليزيا وإندونيسيا وتركيا وفيينا بالنمسا الذين كانوا يستمعون له بالسبعين ألفاً، ويصفقون عند كل آية، والجزائر والمغرب وغيرها.
وقد عرض عليه وزير ماليزي الإقامة الدائمة في قصر بماليزيا لتعليم الطلبة هناك، لكنه رفض لأنه لا يستطيع الابتعاد عن أحفاده.
وشهدت حياة الفقيد حالة من الجدل الكبير مع مشايخ القراءات في هذا العصر، ومنهم الشيخ ممدوح عامر، والشيخ محمود الشحات أنور، والشيخ حجاج الهنداوي، وغيرهم.