انتشر خلال الفترة الأخيرة في مصر منتج مجهول المصدر في الأسواق، وهو عبارة عن عبوات من "اللبان" على شكل سجائر تباع داخل علبة كرتونية تصميمها والعلامة التجارية المطبوعة عليها، تطابق تمامًا، واحدة من أشهر العلامات التجارية العالمية للسجائر.

وأثار هذا المنتج، غضب مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي في مصر، خاصةً الأهالي، خوفًا على أبنائهم من الوقوع في حب التدخين.

ويتزامن ظهور هذا المنتج، مع إعلان وزيرة التضامن الاجتماعي، نيفين القباج، قبل أيام، عن نسبة المدخنين في مصر، والتي وصلت إلى 27.9 في المائة، مما يسلط الضوء على ضرورة توعية المجتمع، وخصوصًا الأجيال الصغيرة بخطورة التدخين، لتنخفض تلك النسبة مستقبلًا.

مواجهة المشكلة

تعليقًا على تلك الأزمة، يقول رئيس جهاز حماية المستهلك الأسبق، دكتور راضي عبد المعطي، إن الدولة لا تتهاون في منع وجود مثل تلك المنتجات مجهولة المصدر في الأسواق، خوفًا على صحة وسلوكيات المستهلكين سواء كانوا صغارًا أو كبارًا.

وأضاف عبد المعطي لموقع "سكاي نيوز عربية": "توجد قوانين رادعة تمنع تداول تلك المنتجات، وتكون العقوبة المشددة في حالة تعرض المستهلكين للخطر عن طريقها".

كما أشار عبد المعطي إلى أهمية دور المواطنين في مواجهة الأزمات الشبيهة، "يجب على أي مواطن إبلاغ الجهات المسؤولة عند رؤية أي منتج مجهول المصدر أو يعرض المستهلك للخطر، لأن هذا يسهل من مهمة القضاء على وجوده في الأسواق".

وتابع: "الجهات المسؤولة وعلى رأسها جهاز حماية المستهلك، تقوم بدوريات مفاجئة بشكل منتظم، لمتابعة المنتجات الموجودة في الأسواق، ومعاقبة المتاجرين في المواد المخالفة للمعايير، ومجهولة المصدر، لما تشكله من خطورة على المستهلكين بمختلف أعمارهم".

جدير بالذكر أن قانون حماية المستهلك ينص على أن من حق المستخدم أن يجد على السلعة أو المنتج البيانات التي توجبها المواصفات القياسية المصرية وذلك بشكل واضح تسهل قراءته، ويضمن أن المنتج مطابق للمعايير، ومعلوم المصدر.

كما تنص المادة رقم 4 من قرار وزير التموين والتجارة الداخلية رقم 113 لسنة 1994 بحظر تداول السلع مجهولة المصدر أو غير المطابقة للمواصفات على أن عقوبة الاتجار في تلك المواد تصل إلى الحبس مدة لا تقل عن 6 أشهر وبغرامة لا تقل عن 500 جنيه أو بإحدى هاتين العقوبتين، وفى جميع الأحوال تضبط الكميات موضوع المخالفة ويحكم بمصادرتها.

 

 دور الأسرة

على الجانب الآخر، يأتي الخوف الأكبر من الأهالي على ذويهم ممن أقبلوا على شراء على هذا المنتج، على أنه علامة واضحة لانجذاب هؤلاء الأطفال إلى التدخين، بعد إعجابهم بهيئة علبة العلك التي تشبه في مظهرها الخارجي علب السجائر.

من جانبها، تقول أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس، دكتور نوران فؤاد، إن انجذاب الأطفال لمنتج يشبه السجائر، يبرز تأثرهم بالمحيطين بهم من المدخنين، ورغبتهم في تقليد سلوكهم، خاصةً إذا كان ممارس التدخين هو الأب أو الأم.

وأضافت فؤاد لموقع "سكاي نيوز عربية": "لا يمكن لأي أب أو أم نهي ابنه عن سلوك يمُارس حوله بالفعل، خاصةً إذا كان القائم به، من ضمن الدوائر القريبة من الطفل، فعلى سبيل المثال، سيكون من الصعب أن ينهي أب مدخن أبناءه عن التدخين".

وترى أستاذ علم الاجتماع أن على أهالي الأطفال الذين قاموا بشراء "علكة السجائر"، مناقشة أبنائهم حول الأسباب التي جذبتهم للإقبال على هذا المنتج، وما الذي يعجبهم في الظهور كمدخنين؟ ومناقشتهم بحكمة حول أضرار شراء منتج مجهول المصدر.

وأردفت: "الأمر المباشر وردود الأفعال الغاضبة من الأهالي، تزيد الموقف سوءًا، وربما تدفع الأطفال إلى العند، وممارسة الأفعال التي أجبروا على التوقف عنها، لإثبات ذواتهم، وأنهم أصحاب قرار، لذا يجب أن يشعر الأبناء بأنهم مسؤولون بشكلٍ كافي عن الحفاظ على أنفسهم من كل ما هو مضر".

وختمت: "في الأغلب، يتأثر الأبناء بسلوكيات الأهالي، لذا على كل أب وأم يقوم أبناؤهم بسلوكيات خاطئة، محاسبة أنفسهم في المقام الأول، ومراجعة الأحداث والمشاهد المحيطة بالطفل، الذي دفعته إلى القيام بذلك، حيث يكونوا المحيطون بالأبناء هم مرآتهم للتعرف على الحياة في بواكير أعمارهم".